تعزز الأداء .. انتعاش الأسواق وسط نزاع أمريكا والصين الجديد على الرسوم الجمركية
ارتفعت أسواق الأسهم العالمية بشكل ملحوظ وانتعشت العملات المشفرة وسط توتر جديد بين الولايات المتحدة والصين يتعلق بالرسوم الجمركية، مما أعاد الأمل بأن التصعيد الحالي قد لا يكون شديد الخطورة كما كان متوقعًا في البداية. فبينما أعلنت واشنطن عن نيتها فرض رسوم جمركية إضافية على الصين بنسبة 100% الشهر القادم، كانت ردود الفعل متفاوتة بين التهديد بالرد والتفاؤل بإمكانية التوصل إلى تسوية.
تأثير النزاع التجاري بين أمريكا والصين على الأسواق المالية والعملات المشفرة
شهدت الأسواق العالمية حركة صعودية مع بداية الأسبوع مع انفراج نسبي في الحرب التجارية الأمريكية الصينية، حيث انعكس ذلك على مؤشرات الأسهم والعملات الرقمية بشكل إيجابي؛ فقد صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1%، وارتفع مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا بنسبة 1.7%، في حين شهد مؤشر فوتسي 100 البريطاني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2%. وبالرغم من هذه الزيادة، أعقبت بعض المؤشرات تراجعًا طفيفًا خلال جلسة التداول لعدة أسواق أوروبية كفرنسا وألمانيا وإسبانيا، مع بقاء الأسواق هادئة عمومًا وسط حالة ترقب للمستجدات.
على صعيد العملات المشفرة، تعافت بيتكوين بشكل ملحوظ حيث تجاوزت مستوى 115,000 دولار بعد هبوطها دون 105,000 دولار، وكذلك عادت عملة إيثريوم للارتفاع من أقل من 3,500 دولار إلى حوالي 4,100 دولار، مما يعكس استجابة إيجابية لاهتمام المستثمرين رغم موجة البيع الحادة السابقة. هذا الانتعاش يشير إلى أن النزاع التجاري بين أمريكا والصين لا يزال يهيمن على تحركات الأسواق لكنها لا تتخذ اتجاهات متطرفة.
ردود الأفعال السياسية وتأثيرها على احتمالات الحلول في النزاع التجاري بين أمريكا والصين
تصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين، حيث وصف الرئيس الأمريكي الإجراءات الصينية بأنها «عدائية للغاية»، خاصة أن بكين تحظر صادرات المعادن الأرضية النادرة الحيوية للصناعة الأمريكية. ومع ذلك، عبر ترامب عن تفهمه للأوضاع الاقتصادية الصينية ورغبته في مساعدة البلدين على تجاوز هذه الأزمة دون أضرار اقتصادية بالغة، مما أتاح فرصة لإمكانية التفاوض وفتح باب الاتفاق.
وقد أعادت هذه التصريحات بعض الاطمئنان للمستثمرين، حيث كان هناك توجه لتوقع «تداول تاكو» أو التراجع المتكرر للرئيس الأمريكي عن خطوات التصعيد، وهو ما عبر عنه محللون في قطاع الوساطة المالية، مؤكّدين أن البيئة الاستثمارية تبقى متقلبة لكنها ليست بيئة انكماش أو أزمة كبيرة.
الآثار الاقتصادية والتجارية المباشرة للنزاع بين أمريكا والصين على السوق العالمي
تشير البيانات الاقتصادية الصينية إلى انتعاش غير متوقع في الصادرات خلال سبتمبر، مع زيادة تصل إلى 8.3% مقارنة بالعام السابق، متجاوزة توقعات المحللين، وهذا يوحي بأن الاقتصاد الصيني ما زال يحتفظ بمرونة رغم النزاعات التجارية المتصاعدة. يأتي هذا الدعم من التنويع في الأسواق التي تستهدفها الصين لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، وبالتالي الحد من تأثير الرسوم الجمركية المفروضة.
في الوقت ذاته، التوترات تدفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة، مثل الذهب الذي وصل إلى مستوى قياسي جديد بسعر 4,078.5 دولار للأوقية، مما يعكس حالة من عدم اليقين العالمية تجاه مستقبل التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. وعلى الرغم من هذه التحديات، شهد قطاع الأسهم نشاطًا متفاوتًا، حيث تحركت أسهم شركات كبرى مثل أسترازينيكا ضمن نطاقات متقلبة بعد توقيعها اتفاقيات مرتبطة بالموضوع التجاري.
المؤشر | النمو/التغير | تفاصيل إضافية |
---|---|---|
ستاندرد آند بورز 500 | +1.1% | يركز على الأسهم القيادية في أمريكا |
ناسداك المركب | +1.7% | هيمنة قطاع التكنولوجيا |
فوتسي 100 | +0.2% | أسهم قيادية في المملكة المتحدة |
بيتكوين | +0.3% | وصلت إلى أكثر من 115,000 دولار |
الذهب | رقم قياسي جديد | 4,078.5 دولار للأوقية |
هذه التطورات تعكس بشكل واضح أن النزاع في الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين يظل عاملًا مؤثرًا وقادرًا على تحريك الأسواق عالميًا، مع استمرار تداعياته الاقتصادية والأمنية على مستقبل التجارة العالمية والسياسات الاقتصادية المتبعة في البلدين.