انخفاض مفاجئ في الذهب.. بعد وصوله لقمة تاريخية جديدة يعيد السوق ترتيب حساباته

يتداول سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي عند مستوى يقارب 4120 دولارًا للأونصة بعد تسجيله ذروة تاريخية عند 4179 دولارًا، وسط تأثير عوامل عالمية متشابكة عززت الإقبال على الأصول الآمنة رغم التراجع الطفيف في الحركة اليومية للأسعار، مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتصاعد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الشهر الجاري، وهو ما أدى لتراجع الثقة في استقرار الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير، وحفز المستثمرين على التحوط بشراء الذهب.

تُظهر ظروف السوق أن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته خلال الشهرين الماضيين لم يمنع تدفقات المستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب، مما يعكس أن المخاوف المالية العالمية تمثل الدافع الرئيسي لتحركات سعر الذهب في الأمد القريب، مع ترقب لبيانات وتقارير اقتصادية مهمة خلال الأيام القادمة.

التوترات الاقتصادية وتأثيرها على سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي

تشكل الأحداث السياسية والاقتصادية الراهنة عاملًا رئيسًا في تحركات سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي، حيث تسهم الإغلاقات الحكومية المستمرة في الولايات المتحدة، إلى جانب التوتر التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، في زيادة الطلب على الأصول الآمنة كالذهب، وذلك نتيجة القلق المتزايد لدى المستثمرين تجاه استقرار الأسواق المالية. كما أن توقعات خفض الفائدة الأمريكية، التي تصب في مصلحة ارتفاع أسعار المعادن الثمينة، تساهم في دعم الموجة الشرائية للذهب رغم قوة الدولار. هذه التوترات تجعل من الذهب ملاذًا مفضلًا على المدى القصير، خصوصًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

التحليل الفني لسعر الذهب مقابل الدولار: فرص تصحيحية محدودة ضمن اتجاه صاعد

يعكس التحليل الفني للذهب مقابل الدولار على الإطار الزمني لأربع ساعات استمرار قوة الاتجاه الصاعد، حيث يتداول السعر أعلى المتوسط المتحرك الأسي، مما يعزز الزخم الإيجابي للمعادن النفيسة. ومع ذلك، تشير مؤشرات مثل الماكد إلى بداية تراجع في الزخم الشرائي، ما قد يشير إلى حركة تصحيحية محدودة باتجاه مستوى الدعم عند 4061 دولار للأونصة. في حالة كسر هذا المستوى، قد يمتد الهبوط إلى 3980 دولارًا، في حين يبقى الدعم الحالي والثقة في السوق كافيين لاستئناف الارتفاع نحو المقاومة الرئيسية عند 4179 دولارًا، والتي عند تجاوزها من المتوقع أن يستهدف السعر الهدف النفسي عند 4200 دولار للأونصة. إن بقاء سعر الذهب فوق المتوسط المتحرك ومستوى 4060 دولار يدعم استمرار الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط.

الآفاق القادمة لسعر الذهب مع ترقب تصريحات الاحتياطي الفيدرالي

يراقب المستثمرون بعناية كلمة جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال اجتماعات الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال، حيث يتوقع أن تقدم تصريحات مهمة توضح مسار السياسة النقدية المقبلة. حتى صدور هذه التصريحات، من المتوقع أن تستمر الأوضاع الحالية من إغلاق حكومي وتوترات تجارية وتوقعات خفض الفائدة، في دعم سعر الذهب مقابل الدولار الأمريكي، وتعزيز الطلب على المعادن الثمينة. كما أن الشركات الكبرى في قطاع التداول تواصل الاستثمار القوي في هذا المعدن النفيس، مما يعزز من قوة السوق ويزيد زخم حركة السعر خلال الفترة القادمة، في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي.

العامل المؤثر الأثر على سعر الذهب مقابل الدولار
الإغلاق الحكومي الأمريكي زيادة الطلب على الأصول الآمنة كالذهب في ظل نقص السيولة والثقة
التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تعزيز المخاوف الاقتصادية ورفع الطلب على المعادن النفيسة
توقعات خفض أسعار الفائدة خفض تكلفة الاقتراض ودعم ارتفاع أسعار الذهب
قوة الدولار الأمريكي ضغط متباين، حيث ارتفاع الدولار عادة يقلل جاذبية الذهب

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.