هل يصنع مشترو الذهب فقاعات غير متوقعة؟ .. تساؤلات حول تأثير تحركاتهم في السوق والاقتصاد العالمي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً كبيراً خلال العام الجاري، حيث صعدت بنسبة 56% بالرغم من تعافي الأسواق العالمية، مما يثير التساؤل حول وجود فقاعة حقيقية في أسعار الذهب أم أن التدافع عليه هو ذاته الفقاعة الحقيقية التي تلوح في الأفق.

الارتفاع غير المتوقع لأسعار الذهب وسط تعافي الأسواق المالية

ارتفع سعر الذهب بشكل لافت في 2024، مع تسجيله زيادة بلغت 56% حتى الآن، رغم تحسن أسواق الأسهم الأميركية والعالمية التي شهدت انتعاشاً ملحوظاً منذ أبريل، وهو ما يتعارض مع الحالة التقليدية للذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب فقط؛ إذ حملت الحروب التجارية والمخاطر الجيوسياسية توقعات كبيرة بزيادة الطلب عليه، لكن استمرار صعود الذهب رغم تراجع مؤشرات الاضطراب يعكس تعقيدات غير مسبوقة في الأسواق العالمية.

العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب والجدل حول وجود فقاعة

تُعزى موجة شراء الذهب إلى السياسات المالية والنقدية التيسيرية التي أدت إلى مخاوف متجددة من عودة التضخم عالمياً، فما يزال المستثمرون يرون في الذهب وسيلة فعالة للتحوط ضد انخفاض العوائد الحقيقية على السندات وارتفاع التضخم المتوقع، بالإضافة إلى رغبة واضحة من إدارة الولايات المتحدة في تحجيم قوة الدولار، مما أعاد الذهب إلى واجهة الخيارات الاستثمارية. ورغم ذلك، لا يوجد اتفاق حول تقييم الذهب بشكل موضوعي، إذ تضاعف سعره خلال خمس سنوات وارتفع بأكثر من 250% خلال العقد الأخير، وهو ما يجعل تحديد الفقاعة أمراً معقداً. ويؤكد بعض المحللين، مثل مايك دولان من رويترز، أن التفاؤل المفرط تجاه الذهب قد يكون إشارة إلى فقاعة محتملة تستدعي الحذر.

مراقبة الطلب العالمي بين البنوك المركزية والمستثمرين والأسئلة المتبقية

يظل تحديد ذروة أسعار الذهب مرتبطاً بتحليل الطلب من البنوك المركزية وصناديق الذهب المتداولة التي تحافظ على شراءاتها كوسيلة تنويع وتحوط ضد تقلبات السندات الحكومية طويلة الأجل، لكن طلب المستثمرين من القطاع الخاص يشكل حالة متباينة تشوبها علامات من الحذر، حيث يتوزع المستثمرون بين مراكز استثمارية ضئيلة وإنفاق محدود على المعدن. وأثارت الزيادة السريعة في الأسعار مع انحسار ارتباطها بمؤشرات عدم اليقين وأسعار الفائدة الحقيقية، تساؤلات عميقة حول استدامة هذا الاتجاه، حيث يُشير بنك جي بي مورغان إلى أن الارتفاع تجاوز ما يمكن تفسيره من خلال انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية وحدها، في حين تحذر بنوك مثل إتش إس بي سي من أثر تراجع التوترات العسكرية والتجارية على أسعار الذهب، وقد يؤدي التحليل الفني إلى توقف الصعود. ويعتقد بعض الخبراء أن مستوى الذهب الحالي يقترب من نقطة غير مستقرة بالاعتماد على توقعات السياسة النقدية المستقبلية، مما يفتح الباب أمام احتمالية تصحيح محتمل للأسعار.

المؤسسة المالية توقعات أسعار الذهب
غولدمان ساكس زيادة بنسبة 20% بحلول نهاية 2025
سوسيتيه جنرال صعود إلى 5000 دولار للأونصة
جي بي مورغان توصية بالاحتفاظ بالذهب كاستثمار طويل الأجل
إتش إس بي سي تحذير من تراجع الأسعار إذا تحسنت الأوضاع العالمية

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة