صندوق النقد يحذر.. الديون ترتفع والنمو يتباطأ وسط تصاعد الحرب التجارية في تحذير اقتصادي عاجل

تشهد الاقتصادات النامية تزايدًا في مستوى الديون، في الوقت الذي يواجه فيه النمو العالمي تباطؤًا واضحًا وسط تصاعد التوترات التجارية، ما يشكل تحديًا رئيسيًا يؤكد عليه صندوق النقد الدولي. هذا التحذير جاء على لسان كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد، التي أكدت خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن ضرورة تركيز مجموعة العشرين على معالجة ارتفاع الديون الذي يضغط على اقتصادات الدول النامية.

تأثير تصاعد الديون على النمو الاقتصادي العالمي والتحديات المرتبطة بها

ذكرت غورغييفا أن معدل النمو العالمي أصبح بطيئًا جدًا، فيما الديون تتصاعد بشكل مستمر، مما يضع الاقتصادات النامية أمام مخاطر مالية حقيقية وتهديدات محتملة بالركود الاقتصادي؛ هذا وسط حالة من عدم اليقين المرتفعة بسبب التطورات التجارية العالمية، خاصة مع المواجهات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأشارت إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية لم تسفر عن التأثيرات المأساوية المتوقعة، لكن تبقى تداعياتها غير محسومة حتى الآن، ما يدفع صندوق النقد الدولي للعمل مع البنك الدولي على تقييم أوضاع الدول التي تعاني من مشاكل في السيولة وتعزيز جهود الدعم المالي لها.

الحرب التجارية وتأثيرها على الأسواق والتوترات بين الاقتصاديات الكبرى

تتصدر الحرب التجارية تفاصيل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، حيث أثارت الصين جدلًا بإعلانها قيودًا جديدة على تصدير المعادن الحيوية، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية؛ ما أدى إلى انخفاض حاد في الأسهم خلال التداول خارج ساعات العمل، مع مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد النزاعات الاقتصادية. وعلى الرغم من هذه التوترات، هدأت الأسواق جزئيًا بعدما أظهر مؤشر وول ستريت ارتفاعًا طفيفًا في بداية الأسبوع، مع تخفيف ترامب من لهجته العدائية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يعكس حالة متقلبة لكنها ليست كارثية حتى الآن.

دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في دعم الاقتصاد العالمي وتعزيز الاستقرار المالي

أوضحت غورغييفا أن أداء الاقتصاد العالمي أفضل من السيناريوهات السلبية السابقة لكنه لا يزال أقل من طموحات النمو المطلوبة؛ مشيرة إلى توقعات بتباطؤ النمو العالمي في العام الحالي والعام المقبل إلا مع دعم اقتصادي إيجابي من الولايات المتحدة وبعض الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة. وتجري الاجتماعات السنوية في واشنطن في ظل تزاوج السياسة بالاقتصاد العالمي، حيث يركز البنك الدولي على موضوع خلق فرص العمل، خصوصًا في الدول التي تشهد نموًا سكانيًا سريعًا، عبر فعاليات يشارك فيها رئيس البنك أجاي بانغا. كما ينشر صندوق النقد الدولي تقارير دورية حول الاقتصاد العالمي والسياسة المالية والاستقرار المالي بصفة عامة.

تتضمن الاجتماعات مناقشات حول دعم أوكرانيا وجهود إعادة إعمارها، كما يُعقد اجتماعات لوزراء مالية مجموعة السبع والاقتصادات المتقدمة إلى جانب اجتماعات لمجموعة العشرين التي تمثل تحديات مشتركة تواجه الاقتصاد العالمي. ويشير صندوق النقد إلى أن ارتفاع الضرائب الجمركية أدى في السابق إلى تباطؤ النمو وارتفاع الأسعار، لكن الاقتصاد العالمي تمكن حتى الآن من مقاومة الصدمات ومنع حدوث حرب تجارية شاملة ومدمرة؛ مع استمرار البيت الأبيض في التأكيد على أن الآثار الاقتصادية طويلة الأمد للرسوم الجمركية ستعود بالفائدة على الولايات المتحدة رغم التأثير المحدود حتى الآن.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.