فوز نوبل.. فائز بجائزة نوبل يحذر من تراجع أوروبا أمام ابتكار أمريكا والصين

أشار فيليب أغيون، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، إلى الحاجة الملحة لمنع هيمنة الولايات المتحدة والصين على الابتكار التكنولوجي، ملمحاً إلى أن أوروبا تواجه تراجعاً في هذا المجال الحيوي. يعكس هذا التحذير أهمية تعزيز السياسات الأوروبية لدعم الابتكار وتكريس ريادة التكنولوجيا في الأسواق العالمية.

الابتكار التكنولوجي في أوروبا والتحديات أمام النمو المستدام

يؤكد فيليب أغيون أن أوروبا فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها على مواكبة الولايات المتحدة والصين في مجال الابتكار التكنولوجي المتقدم؛ إذ أدت هذه الفجوة إلى تراجع في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بما كان عليه الحال بين الحرب العالمية الثانية ومنتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت أوروبا قد نجحت في تقليل الفارق قليلاً. يعود السبب الرئيسي لذلك إلى اعتماد أوروبا على الابتكارات التكنولوجية المتوسطة والتدريجية بالرغم من الحاجة الماسة لتبني التقنيات الرائدة والمتقدمة التي تؤدي إلى نمو اقتصادي مستدام.

أهمية دعم الابتكار التكنولوجي المتقدم لتعزيز الاقتصاد الأوروبي

لفت أغيون إلى غياب السياسات والمؤسسات الملائمة التي تدعم التطور التكنولوجي والتطبيق الناجح للابتكارات المتقدمة، مشيراً إلى ضعف النظام المالي المرتبط بالابتكار في أوروبا كأحد العوائق الكبيرة. ويأتي هذا التقييم متوافقاً مع تقرير ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، الذي دعا إلى زيادة الاستثمار السنوي في اقتصاد الاتحاد الأوروبي إلى ما بين 750 و800 مليار يورو لتقوية البنية التحتية المالية والابتكارية، التي تعد أساسية للحفاظ على ريادة السوق وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

دور جائزة نوبل في تسليط الضوء على أهمية الابتكار لتحفيز النمو الاقتصادي

حصل فيليب أغيون، مع كل من جويل موكير وبيتر هويت، على جائزة نوبل في الاقتصاد تقديراً لأبحاثهم التي ركزت على تأثير التكنولوجيا على النمو الاقتصادي المستدام. وقد شارك أغيون وهويت نصف الجائزة عن نظريتهما في النمو المستدام التي ترتكز على مفهوم “الهدم الخلاق”، والذي يصف كيفية دخول المنتجات الجديدة للسوق وبالتالي استبدال المنتجات القديمة. أما موكير فقد نال النصف الآخر للجائزة نظراً لدراساته المتعلقة بتحديد المتطلبات الأساسية للنمو المستدام من خلال التقدم التكنولوجي، مما يعكس أهمية الابتكار التكنولوجي في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.

يبرز التحذير الذي أطلقه الحاصلون على جائزة نوبل ضرورة أن تتمتع أوروبا بقدرة متجددة على الابتكار التكنولوجي وتحديث بنيتها السياسية والمالية؛ ذلك لأن استمرار التراجع في هذا المجال قد يعرضها لفقدان موقعها الاقتصادي على الساحة العالمية، فيما تواصل الولايات المتحدة والصين تعزيز ريادتهما في الابتكار، مما يؤثر بشكل مباشر على مستقبل النمو الاقتصادي المستدام في أوروبا.