ضحية ضرس العقل .. قصة لا تصدق حولّت الشاب عثمان معما إلى مهندس ملحمة المغرب التاريخية بمونديال الشباب
تُعد قصة ضرس العقل التي أثرت على مسيرة عثمان معما واحدة من أغرب الحكايات في عالم كرة القدم، فهذا النجم الشاب الذي قاد منتخب بلاده المغرب لإنجاز تاريخي في مونديال الشباب، كان على وشك أن تلتهم الإصابات موهبته بسبب مشكلة طبية غير متوقعة، قبل أن يعود بقوة ليثبت جدارته على الساحة العالمية ويصبح حديث الجميع.
عثمان معما يقود ملحمة المغرب نحو نصف نهائي مونديال الشباب
نجح النجم عثمان معما، لاعب نادي واتفورد الإنجليزي، في قيادة منتخب المغرب للشباب نحو إنجاز تاريخي بالتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم للشباب 2025 المقامة في تشيلي، حيث قدم أداءً استثنائيًا جعله محط أنظار الجميع، فقد كان المايسترو الحقيقي في الانتصار الكبير الذي حققه ممثل كرة القدم العربية على المنتخب الأمريكي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة ربع النهائي المثيرة، ليضرب بذلك موعدًا ناريًا مع منتخب فرنسا في المربع الذهبي، والذي حجز مقعده بدوره بعد فوزه الصعب على النرويج بهدفين لواحد، وهو ما يشعل المنافسة على اللقب العالمي.
ولم يكن تألقه مجرد انطباع عابر، بل تم تتويجه رسميًا بحصوله على جائزة رجل المباراة من قبل اللجنة الفنية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإضافة إلى منحه أعلى تقييم من موقع “سوفا سكور” العالمي المختص في الإحصائيات الرياضية، وهو ما يؤكد الدور المحوري الذي لعبه في هذه الملحمة الكروية، ويضعه ضمن أبرز المواهب الصاعدة التي ينتظرها مستقبل كبير في الملاعب الأوروبية، خاصة بعد أن تجاوز بنجاح فترته الصعبة.
كيف كادت قصة ضرس العقل أن تنهي مسيرة عثمان معما؟
قبل هذا البريق العالمي، عاش الجناح الأيمن الموهوب، البالغ من العمر 20 عامًا، فترة صعبة للغاية كادت أن تعصف بمسيرته الكروية مبكرًا، حيث عانى من لعنة الإصابات العضلية المتكررة خلال الموسم الماضي عندما كان يدافع عن ألوان فريقه السابق مونبيلييه الفرنسي، وقد كلفته هذه الإصابات الغياب عن الملاعب لفترة تقارب 100 يوم، وفقًا لبيانات موقع “ترانسفير ماركت” العالمي، وهذا ما جعله في مرمى نيران الانتقادات الحادة من قبل جماهير ناديه، التي وجهت له اتهامات بعدم الانضباط والافتقار إلى الاحترافية في حياته الخاصة.
وبعد سلسلة من الفحوصات الطبية المعمقة، تكشفت الحقيقة الصادمة التي فسرت سبب معاناته، حيث اكتشف أطباء النادي أن قصة ضرس العقل التي أثرت على مسيرة عثمان معما كانت هي السبب الرئيسي وراء كل هذه المشاكل البدنية، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار فوري بإخضاعه لعملية جراحية عاجلة لإزالة الضرس المسبب للأزمة، لتبدأ بعدها رحلة التعافي والعودة إلى الملاعب بشكل أقوى من أي وقت مضى، مسلحًا بإرادة صلبة ورغبة في الرد على كل المشككين في قدراته.
تألق عثمان معما في مونديال الشباب بعد تجاوز أزمة الإصابات
برهن عثمان معما على أن التعافي من مشكلة ضرس العقل منحه دفعة معنوية هائلة، حيث لعب دورًا حاسمًا في الملحمة التي سطرها منتخب المغرب في مونديال الشباب وترشحه للمربع الذهبي للمسابقة، وتُترجم أرقامه هذا التأثير المباشر، فقد ساهم جناح واتفورد في أربعة أهداف ما بين صناعة وتسجيل خلال المباريات الخمس التي شارك فيها، على الرغم من اكتفائه بلعب 22 دقيقة فقط خلال المواجهة الشكلية أمام منتخب المكسيك، وهذا يعكس قيمته الفنية الكبيرة للفريق وقدرته على صناعة الفارق.
وتوزعت إسهاماته التهديفية بشكل مميز ليظهر قدرته على الحسم في مختلف المراحل، حيث تجلت بصمته الواضحة في اللحظات الحاسمة، ليثبت أن حكاية ضرس العقل أصبحت من الماضي، وتتمثل أبرز مساهماته في الآتي:
- تسجيل هدف حاسم في شباك البرازيل بدور المجموعات.
- تقديم تمريرة حاسمة ضد منتخب إسبانيا.
- صناعة هدف آخر أمام منتخب كوريا الجنوبية.
- توفير تمريرة حاسمة في مباراة ربع النهائي ضد الولايات المتحدة.
وبفضل هذا الأداء المميز، يتربع معما على عرش أفضل صانعي الأهداف في البطولة حتى الآن، مشاركًا الصدارة مع مواطنه جسيم ياسين والأرجنتيني ديلان غوروزيتو، ولكل منهم ثلاث تمريرات حاسمة، مما يضعه ضمن أبرز نجوم المونديال الذين يتوقع تألقهم في الأدوار النهائية ومواصلة صناعة التاريخ لبلادهم.
بهذا الأداء البطولي، لم يكتب عثمان معما فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم المغربية فحسب، بل قدم أيضًا شهادة ملهمة على أن التحديات الصحية الغريبة، مثل قصة ضرس العقل التي أثرت على مسيرته، يمكن تحويلها إلى دافع لتحقيق أعظم الإنجازات على أرض الملعب.