السر الكامن.. كل ما تحتاج لمعرفته عن الثلاثي الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد 2025 وتأثير إنجازاتهم على المستقبل الاقتصادي
تُسلط الأضواء اليوم على الثلاثي الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد 2025، إذ تم تكريم الأمريكي الإسرائيلي جويل موكير، والفرنسي فيليب أغيون، والكندي بيتر هاويت تقديرًا لأبحاثهم الرائدة حول تأثير التكنولوجيا على النمو الاقتصادي المستدام؛ فهذه الجائزة تبرز أهمية الابتكار التكنولوجي في دعم التنمية الاقتصادية المستمرة.
جويل موكير وتأثيره في فهم النمو الاقتصادي المستدام عبر التقدم التكنولوجي
يُعد جويل موكير مؤرخًا اقتصاديًا بارعًا متخصصًا في تاريخ أوروبا بين 1750 و1914، حيث يركز بحثه على الجذور الاقتصادية والفكرية التي أسهمت في التقدم التكنولوجي وانتشار المعرفة المفيدة داخل المجتمعات الأوروبية؛ كما يدرس تأثير التصنيع والتقدم الاقتصادي على تحسين مستوى المعيشة والرفاهية الاقتصادية. ومن بين إنجازاته العلمية البارزة انتسابه إلى عدد من الأكاديميات العالمية مثل الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وجمعية الاقتصاد القياسي، والأكاديمية البريطانية، فضلًا عن العديد من المناصب القيادية في مجال التاريخ الاقتصادي، مثل رئاسته لجمعية التاريخ الاقتصادي وتحريره لموسوعة أكسفورد للتاريخ الاقتصادي.
وقد نال موكير قبل جائزة نوبل عدداً من الجوائز المرموقة؛ من بينها جائزة هاينكن للتاريخ وجائزة بلزان الدولية للتاريخ الاقتصادي، ويُعد كتابه “ثقافة النمو: أصول الاقتصاد الحديث” واحدًا من أبرز المؤلفات التي توضح أصول التقدم الاقتصادي في العصر الحديث.
فيليب أغيون ونظريته في النمو المستدام عبر التدمير الخلاق والابتكار
يركز فيليب أغيون، أستاذ الاقتصاد في كلية فرنسا ومعهد إنسياد، على اقتصاديات النمو، حيث اشتهر بالاشتراك في تطوير نموذج النمو الشومبيتري، الذي يعالج تأثير الابتكار والتدمير الخلاق على النمو المستدام؛ ويمثل هذا النموذج إطارًا لتحليل سياسات النمو ودور الدولة في تعزيز التقدم الاقتصادي.
يتميز أغيون بسجل أكاديمي حافل، حيث نال جوائز مرموقة مثل جائزة يورغو جانسون لأفضل اقتصادي أوروبي شاب وجائزة جون فون نيومان، إلى جانب مشاركته في تأليف كتب مهمة مثل “نظرية النمو الداخلي” و”اقتصاديات النمو”. كما حصل في آذار 2020 على جائزة “حدود المعرفة” مع بيتر هاويت لتطويرهما نظرية اقتصادية تبرز كيف يؤدي الابتكار الناتج عن عملية التدمير الخلاق إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
بيتر هاويت ودوره في صياغة نظرية النمو الاقتصادي والتدمير الخلاق
يُعتبر بيتر هاويت أستاذ الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في جامعة براون، وله مسيرة بحثية عميقة في الاقتصاد الكلي والنظرية النقدية، حيث ساهم في وضع الأسس الحديثة للنمو الاقتصادي ضمن النهج الشومبيتري. وقد شغل مناصب تدريسية في جامعات عدة، منها جامعة غرب أونتاريو وجامعة ولاية أوهايو، وبرز في أبحاثه المتعلقة بالسياسة النقدية، خصوصًا في السياق الكندي.
يمثل مساهمته مع فيليب أغيون حجر الزاوية في فهم دور الابتكار والتكنولوجيا في تحفيز النمو عبر ما يعرف بعملية التدمير الخلاق، التي تفسر كيفية استبدال التكنولوجيا القديمة بأخرى حديثة، مما يضمن استدامة التقدم الاقتصادي على المدى البعيد.
الفائز | البلد | التخصص | الإنجازات البارزة |
---|---|---|---|
جويل موكير | الولايات المتحدة / إسرائيل | التاريخ الاقتصادي وتأثير التكنولوجيا | رئاسة جمعية التاريخ الاقتصادي، جائزة هاينكن، مؤلف «ثقافة النمو» |
فيليب أغيون | فرنسا | اقتصاديات النمو والنموذج الشومبيتري | جائزة يورغو جانسون، كتابا «نظرية النمو الداخلي» و«اقتصاديات النمو» |
بيتر هاويت | كندا | الاقتصاد الكلي والنظرية النقدية | تطوير نظرية التدمير الخلاق، أبحاث في السياسة النقدية الكندية |
يتضح من جهود هؤلاء العلماء كيف أن النمو الاقتصادي المستدام يرتبط بشكل محوري بالابتكار التكنولوجي والتجديد المستمر، إذ تبرز دراساتهم أهمية التقدم العلمي asعامل رئيسي يعزز الرفاهية الاقتصادية ويجعل الاقتصاد أكثر القدرة على التكيف مع التحديات المستقبلية. تجارب جويل موكير، وفيليب أغيون، وبيتر هاويت تثبت أن الجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي يمكنه دفع الاقتصادات نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.