أزمات غير محددة .. اجتماعات «الخريف» للبنك الدولي وصندوق النقد تواجه موجة من عدم اليقين

تبدأ اجتماعات الخريف للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025 في واشنطن في 13 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يهيمن على الأجواء الاقتصادية حالة عدم اليقين التي تعقد أجندة هاتين المؤسستين. يشكل هذا التجمع أهمية كبرى وسط التحديات الاقتصادية والسياسية المتنامية، خصوصًا مع تقلبات الاقتصاد العالمي التي تعكس حالة مزاجية متباينة تجاه المستقبل الاقتصادي.

أجندة اجتماعات الخريف للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأبرز توقعات الاقتصاد العالمي

يركز جدول الاجتماعات السنوية لعام 2025 على إصدار تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لصندوق النقد الدولي، والذي يبدو أنه يتوقع تباطؤًا معتدلاً في النمو خلال العام الجاري والعام المقبل مع تجاوز بعض التوقعات السابقة. وقد أشار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مرونة أكبر من المتوقع في الأداء الاقتصادي العالمي، مدعومة بشكل رئيسي بقوة الاقتصاد الأمريكي والأسواق الناشئة المتقدمة. وكريستالينا غورغيفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، تؤكد أن حالة عدم اليقين أصبحت الوضع الطبيعي الجديد، مع تحذيرات من اتجاهات نظامية طويلة الأجل قد تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي؛ فالمرونة التي أظهرها الاقتصاد حتى الآن لم تُختبر بعد بشكل كامل.

أهمية مرونة الاقتصاد العالمي وسط ضغوط الإصلاح وصراعات المصالح السياسية

أثبت الاقتصاد العالمي مرونة غير متوقعة، حيث شهدت الأسواق الناشئة نموًا واعدًا مع تحسين أطر السياسة النقدية بما يعزز استقلالية البنوك المركزية عن الضغوط المالية الأمريكية، إلا أن الحظ كان عاملًا مساعدًا في الحفاظ على هذه المرونة، خاصة في الولايات المتحدة. وقد ساهمت قدرة القطاع الخاص على التكيف في تعزيز هذا الأداء، بينما أدت تحسن أساسيات السياسات إلى دعم القوة الاقتصادية في الأسواق الناشئة. رغم ذلك، تظل مخاوف متعلقة بالعواقب طويلة الأجل للتعريفات الجمركية، فضلاً عن أن الظروف المالية الداعمة الحالية قد تغطي على المشكلات الأساسية بدلًا من حلها. وتبرز دعوات لإصلاحات هيكلية لصندوق النقد الدولي ومؤسسات بريتون وودز، خاصة بعد صدور بيان موحد من وزراء مالية بريكس يدعو إلى إنهاء هيمنة الغرب واعتماد آليات تمويل جديدة تخفف الأعباء عن الأسواق الناشئة. في المقابل، تواصل الولايات المتحدة الضغط لتوجيه الإصلاحات بما يخدم مصالحها.

أزمة الديون العالمية وتأثيرها على دور البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في ظل حالة عدم اليقين المتزايدة

تشكل أزمة الديون تحديًا كبيرًا، حيث أظهر تقرير البنك الدولي أواخر العام الماضي ارتفاع مدفوعات فوائد الديون الخارجية في الدول النامية لأعلى مستوى خلال 20 عامًا، مما جعل هذه الدول تعتمد بشكل كبير على المؤسسات المالية الدولية كدعم اقتصادي. بينما أشار تقرير جديد لصندوق النقد الدولي إلى استقرار الدين العالمي في 2024، إلا أن عمليات تسوية الديون السيادية لا تزال تواجه صعوبات، نتيجة إخفاقات التنسيق وطول جداول إعادة هيكلة الديون. ويترافق ذلك مع ارتفاع ملحوظ في حالة عدم اليقين الاقتصادي عالمياً، بعد أن أكدت غورغيفا أن هذه الحالة ستبقى هي الحالة الدائمة، داعية إلى الاستعداد المستمر لتحديات المستقبل. ويرى أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، أن العالم على مفترق طرق تنموية، يجمع فيها بين تحديات الفقر والديون المتزايدة، والفرص الناتجة عن النمو السكاني في الأسواق الناشئة.

محاور تركيز اجتماعات الخريف بين الاقتصاد والتوترات الجيوسياسية

تركز الاجتماعات على مسألة خلق فرص العمل، في ضوء الزيادة الديموغرافية في بعض دول الأسواق الناشئة، حيث يشارك رئيس البنك الدولي في فعاليات تعزيز سوق العمل. كما ستتطرق جلسات صندوق النقد الدولي إلى تقارير الاقتصاد العالمي والسياسة المالية، مع جلسة خاصة تناقش الأوضاع في أوكرانيا، خاصة الدعم المستمر وإعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب. وسيشهد الحدث اجتماعات مهمة لوزراء مالية دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين، مما يعكس أبعاد التعاون وتناغم السياسات الاقتصادية الدولية.

التوترات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي في ظل ضغوط الرسوم الجمركية

أدى تصاعد الخطط الأمريكية للرسوم الجمركية وصولًا إلى أعلى مستوياتها منذ عقود إلى بطء النمو وارتفاع الأسعار في مراحل سابقة، ولكن الاقتصاد العالمي استطاع الصمود رغم هذه الصدمات المتلاحقة. وفقًا لتصريحات غورغيفا، فإن المؤشرات الحالية تظهر تفادي حرب تجارية انتقامية موسعة، مع استمرار البيت الأبيض في رؤية التأثيرات طويلة الأمد لهذه الرسوم إيجابية بأثر محدود حتى الآن.

  • البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصادات الشرق الأوسط في 2025
  • من الإعمار إلى مواجهة تغير المناخ.. تطور دور البنك الدولي خلال 8 عقود

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.