الذهب يرتفع لأعلى مستوى عالمي.. تصاعد التوترات التجارية بين أمريكا والصين يدفع الأسعار للزيادة
ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى عالمي له مؤخرًا، متأثرةً بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ مما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين.
ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط التوترات التجارية بين أمريكا والصين
شهد سعر الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 1.5% ليصل إلى 4,067.79 دولارًا للأوقية، بعد تجاوز أعلى مستوى قياسي على الإطلاق عند 4,078.05 دولارًا خلال الجلسة؛ حيث جاءت هذه الارتفاعات كرد فعل على التصعيد الأخير في السياسات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية، إلى جانب إعلان ضوابط تصدير لمنتجات البرمجيات الحيوية اعتبارًا من الأول من نوفمبر، رداً على القيود الصينية على العناصر والمعدات الأرضية النادرة؛ ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق وأدى إلى طلب أكبر على الذهب.
التوترات التجارية وتأثيرها على سوق الذهب والفضة
من جانبها، دافعت الصين عن إجراءاتها باعتبارها مبررة، متجنبة فرض رسوم إضافية على البضائع الأمريكية حتى الآن، وهو ما وصفه كايل رودا، محلل في «كابيتال كوم»، بأن التطورات في الشرق الأوسط لم تعد العامل الأول لتحريك سوق الذهب، بل إن تجدد التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين يفرض تأثيرًا أقوى على تحركات السوق. وفي نفس السياق، قفز سعر الفضة إلى أعلى مستوى له أيضًا، محققًا زيادة بنسبة 2.6% ليصل إلى 51.60 دولارًا للأونصة بعد تسجيل رقم قياسي عند 51.70 دولارًا، مدفوعًا بالمخاوف المشابهة لتلك التي دفعت الذهب للارتفاع، إلى جانب ندرة الموارد المعروضة في السوق الفورية.
توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية
توقع بنك جولدمان ساكس استمرار ارتفاع أسعار الفضة على المدى المتوسط، مدعومة بتدفقات استثمارية خاصة، لكنه حذر من تقلبات قصيرة الأجل ومخاطر نزول محتملة مقارنة بالذهب. فيما شهد سعر السبائك غير المُدرّة للعائد زيادة بنسبة 53% منذ بداية العام نتيجة المخاطر الجيوسياسية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية للذهب، بالإضافة إلى تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة وتوقعات تخفيض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي؛ الذي من المرتقب أن يعقد رئيسه جيروم باول اجتماعًا سنويًا مهمًا يقدم خلاله مؤشرات جديدة بشأن أسعار الفائدة. يُذكر أن فاعليات الأسبوع القادم ستشهد كلمات لمسؤولين آخرين في الاحتياطي الفيدرالي قد تؤثر على توجهات السوق.
المعدن | النسبة المئوية للارتفاع منذ بداية العام | السعر الحالي (دولار أمريكي) |
---|---|---|
الذهب (الأوقية) | 53% | 4,067.79 |
الفضة (الأونصة) | 2.6% | 51.60 |
البلاتين | 3.3% | 1,639.10 |
البلاديوم | 3.1% | 1,449.36 |
شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات ملحوظة، بنسبة 3.3% و3.1% على التوالي، متأثرة أيضًا بالمناخ الاقتصادي والسياسي العالمي، ما يعكس حالة الطلب المتزايد على المعادن النفيسة خلال هذه الفترة. في الوقت ذاته، تواجه الأسواق الأمريكية تحديات داخلية فرضها الإغلاق الحكومي المستمر منذ الأول من أكتوبر، والذي تسبب في تأخير إصدار بيانات اقتصادية بالغة الأهمية بعد تسريح آلاف الموظفين الفيدراليين، في حين يواصل المستثمرون مراقبة تأثيرات هذا الوضع على الاستقرار المالي والاقتصادي.
هذه التطورات تجسد تأثير التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أسواق المعادن الثمينة، مع توقع استمرار دور الأخبار الاقتصادية والسياسية في تحريك أسعار الذهب والفضة خلال الفترة القادمة.