اكتشاف يغير التاريخ.. المملكة تعثر على أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية وتكشف عن كنز مدفون منذ آلاف السنين
يمثل الكشف عن أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية بمنطقة تبوك نقلة نوعية في فهمنا لتاريخ الاستقرار البشري المبكر، حيث أعلنت هيئة التراث السعودية عن اكتشاف موقع “مصيون” الأثري الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 11 ألف عام، وهو ما يضع المملكة في قلب الدراسات الأثرية العالمية ويكشف عن تفاصيل جديدة حول حياة الإنسان في العصر الحجري الحديث قبل معرفة الفخار.
كشف أسرار أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية عبر دراسات ميدانية
انطلقت الأعمال الميدانية المكثفة للكشف عن الموقع في ديسمبر 2022، كثمرة لتعاون علمي وثيق بين هيئة التراث السعودية وجامعة كانازاوا اليابانية المرموقة، وبشراكة استراتيجية مع مشروع نيوم الطموح، وقد أدت عمليات التنقيب الدقيقة إلى نتائج مذهلة كشفت عن أسس معمارية لمبانٍ شبه دائرية، تم تشييدها بعناية من أحجار الجرانيت المتوفرة محليًا، مما يدل على وجود تخطيط معماري متقدم يعكس فهماً عميقاً لمتطلبات الحياة المستقرة في ذلك الزمن السحيق، ويقدم هذا الاكتشاف دليلاً ملموساً على الجذور العميقة للاستقرار في هذه المنطقة التي لطالما اعتبرت حلقة وصل بين الحضارات، ويؤكد أهمية موقع مصيون باعتباره **أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية**.
مكتشفات أثرية ترسم ملامح الحياة في أقدم مستوطنة بشرية
تعمقت الحفريات لتكشف عن كنوز أثرية ترسم صورة حية للحياة اليومية والاجتماعية للسكان الأوائل، حيث عُثر على مجموعة واسعة من الأدوات الحجرية المتقنة الصنع التي استخدمت في مختلف الأنشطة اليومية، إلى جانب قطع حلي فريدة مصنوعة من أحجار الأمازونيت والكوارتز، مما يشير إلى وجود حس فني ورغبة في الزينة، ولم يقتصر الأمر على الأدوات والحلي؛ بل امتد ليشمل بقايا بشرية وحيوانية تقدم بيانات بيولوجية قيمة، بالإضافة إلى قطع فنية مزخرفة بخطوط هندسية دقيقة، وهي كلها شواهد تروي فصولاً من الحياة الدينية والاجتماعية التي سادت في **أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية**، كما تبرز المكتشفات المعمارية مدى التنظيم الذي وصل إليه المجتمع، والذي يتضح من خلال تصميم الوحدات السكنية والمرافق العامة.
- وحدات سكنية مصممة بعناية.
- مخازن مخصصة لحفظ المؤن.
- ممرات منظمة لتسهيل الحركة داخل المستوطنة.
- مواقد نار مركزية للطهي والتدفئة.
وقد ساهمت هذه الاكتشافات في تقديم تصور شامل عن طبيعة الحياة في **أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية**، وكيفية تفاعل سكانها مع بيئتهم وتأسيسهم لمجتمع منظم ومستقر.
الأهمية التاريخية لموقع مصيون كأقدم مستوطنة في الجزيرة العربية
يكتسب هذا الكشف أهمية بالغة تتجاوز الحدود المحلية لتصل إلى العالمية، فهو لا يضيف فقط فصلاً جديداً ومشرقاً إلى الموروث الثقافي والتاريخي الغني للمملكة العربية السعودية، بل يعزز أيضاً مكانتها كمركز بحثي عالمي يجذب العلماء والباحثين المتخصصين في علم الآثار وتاريخ الحضارات الإنسانية المبكرة، ويسهم اكتشاف **أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية** في موقع مصيون في إعادة كتابة تاريخ الاستيطان البشري في المنطقة، مقدماً أدلة مادية على أن المجتمعات البشرية بدأت بالاستقرار وتكوين تجمعات سكنية منظمة منذ أكثر من 11 ألف عام، وهو ما يضع المملكة في طليعة الدراسات الأثرية المتعلقة بالعصر الحجري الحديث، ويقدم للعالم نافذة فريدة لفهم تطور المجتمعات البشرية في واحدة من أهم مناطق العالم تاريخياً.
إن العثور على أقدم مستوطنة في الجزيرة العربية بموقع مصيون يقدم للباحثين بيانات لا تقدر بثمن عن مرحلة انتقالية حاسمة في تاريخ البشرية، وهي مرحلة ما قبل الفخار، مما يفتح آفاقاً جديدة لدراسة التكيف البشري والابتكار الاجتماعي والتطور الحضاري في شبه الجزيرة العربية.