توتر مشحون .. حظر جوي و«عملاء الموساد» يلهبان مباراة النرويج وإسرائيل

تكتنف مباراة النرويج وإسرائيل في تصفيات كأس العالم ظروف استثنائية، حيث تتحول مواجهة كرة القدم إلى ساحة توتر سياسي واضح، مما يجعلها أكثر من مجرد حدث رياضي عادي. تستضيف أوسلو المباراة على ملعب «أوليفال»، ويأمل المنتخب النرويجي في تأكيد سيطرته بعد فوزه الساحق على مولدوفا 11-1 وفوزه السابق على إسرائيل 4-2 ضمن ذات التصفيات.

التوترات السياسية وتأثيرها في تحضير مباراة النرويج وإسرائيل

الإعداد لهذه المباراة ترافق مع تصاعد التوترات السياسية، خاصة أن النرويج أعلنت موقفًا صريحًا ضد الأوضاع الإنسانية في غزة، والتي وصفتها بأنها تدهور يومي وانتهاك واضح للقانون الدولي. واحتجاجًا على الأوضاع، خصصت النرويج عائدات بيع التذاكر لجهود الإغاثة في القطاع، مشيرة إلى تعاطفها مع القضية الفلسطينية، ما أثار انقسامات ورفضًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية. تجدر الإشارة إلى أن النرويج أغلقت مكتبها في رام الله بعد قرار الاحتلال بحجب المكانة الدبلوماسية عن ديبلوماسيين نرويجيين، ما يزيد من خلفية النزاع السياسي المحيط بالمباراة.

تدابير أمنية مشددة بمباراة النرويج وإسرائيل وسط أجواء سياسية مشحونة

تُعد المباراة التي تجمع النرويج وإسرائيل من بين أكثر الفعاليات الرياضية المحمية في البلاد منذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 1994، مع فرض منطقة حظر جوي على ملعب «أوليفال» ومساعٍ أمنية عالية المستوى لضمان سير المباراة بسلاسة وسط مخاوف من التوترات السياسية. هذا العزل الأمني يتضمن حضور عملاء مخابرات من جهاز الموساد، ما أضفى طابعًا خاصًا على الحدث؛ إذ أقر قائد المنتخب الإسرائيلي إيلي داسا بوجود أجواء غير اعتيادية ولكنها ليست استثنائية بالنسبة لهم. في المقابل، تعمل اللجنة الفلسطينية في النرويج على تنظيم مسيرة احتجاجية تحت شعار «بطاقة حمراء لإسرائيل»، لتعزيز موقفها من الوضع السياسي.

المواقف الرسمية في النرويج وتأثيراتها على مشاركة إسرائيل في كرة القدم الدولية

في جانبها، أعربت ليزا كلافينيس، رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، عن دعمها لمواقف صارمة ضد مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية، معتبرة أن القضية تتعلق بانتهاكات قوانين الفيفا وليس حظرًا موجهًا لإسرائيل وحدها. وأوضحت أن السلام ووقف القصف هما الأهم، وأن العقوبات يجب أن تُناقش باستمرار ضمن إطار ينطلق من احترام القواعد. هذا الموقف يعكس توتر العلاقات بين الطرفين ويضيء على تعقيدات الجمع بين الرياضة والاعتبارات السياسية التي تحيط بالمباراة.

تظل مباراة النرويج وإسرائيل أكثر من مجرد مواجهة رياضية، فهي تمثل بوتقة تتفاعل فيها السياسة والرياضة بشكل مباشر؛ وهذا التزاوج يجعل المتابعة أكثر تشويقًا، لا سيما مع التأثيرات العميقة التي يخلفها الموقف السياسي على جميع الجوانب المرتبطة بما يحدث على أرض الملعب.