مفاجأة مدوية .. الدول النامية تدفع للصين مبالغ خدمات ديون أكبر من قروضها الجديدة وترصد آثارها الاقتصادية
تدفع الدول النامية للصين خدمات ديون أعلى من القروض الجديدة التي تتلقاها، مما يعكس تحوّلًا مهمًا في تمويل التنمية ويزيد الضغوط الاقتصادية على هذه الدول. وفقًا لتقرير مركز سياسات التنمية العالمية بجامعة بوسطن، فإن صافي تحويلات الديون بين عامي 2022 و2023 أصبح سلبيًا، إذ سددت الدول النامية نحو 3.9 مليار دولار سنويًا أكثر مما حصلت عليه من قروض جديدة، مما قد يؤثر على استمرار الاستثمار في قطاعات التنمية والمناخ.
تحديات تمويل التنمية في الدول النامية من خلال الديون الصينية
لطالما كانت الصين الطرف الأساسي في تمويل مشاريع البنية التحتية في العديد من الدول النامية، حيث قدمت أكثر من 472 مليار دولار منذ 2008 وحتى 2024 عبر بنوكها السياساتية مثل بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد؛ وقد مكنت هذه الأموال من إنجاز أكثر من 900 مشروع بقيمة 316 مليار دولار في مجالات النقل والطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات، ما أسهم في بناء الأصول العامة وتحفيز النمو الاقتصادي وتقليل مستويات الفقر بشكل ملحوظ في تلك الدول؛ إلا أن دفع الدول النامية لخدمات ديون أكبر من القروض الجديدة أدخلها في دائرة من التحديات المالية التي قد تعيق خطط التنمية المستقبلية.
فرص تعزيز تمويل التنمية المستدامة في دول الجنوب العالمي
يشير التقرير إلى حاجة دول الجنوب العالمي إلى زيادة تدريجية في التمويل لدعم نمو اقتصادي منخفض الكربون ومرن اجتماعيًا؛ وطرح الدراسة خمس خطوات تعزز التمويل الصيني التنموي وتنعش النمو المشترك، منها إعادة تمويل القروض المتعثرة، وأصدار سندات مقومة بالرنمينبي، وتوسيع نطاق الإقراض الأخضر، فضلًا عن دعم الاستثمار الأجنبي المشترك وتعزيز التجارة بين دول الجنوب؛ هذه الإجراءات تهدف إلى خلق بيئة تمويل أكثر استدامة وتحفيز الاستثمار في قطاعات حيوية دون إثقال كاهل الديون.
مبادرات صينية حديثة لدعم دول الجنوب وتقليل أعباء الديون
بدأت خطوات ملموسة نحو تخفيف أعباء الدين وتعزيز التمويل في عدة دول؛ ففي يونيو ألغت الصين الرسوم الجمركية على الدول الأفريقية التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، كما أطلق بنك أفريكسيم في أبريل أول سندات باندا مقومة باليوان؛ وفي جنوب أفريقيا، يستعد صندوق التنمية الصيني الأفريقي لاستثمار مشاريع تحويل الطاقة في أكبر اقتصاد صناعي في القارة؛ كذلك أعلن وزير المالية الكيني مؤخرًا تحويل ثلاثة قروض صينية لبناء السكك الحديدية من الدولار إلى اليوان، بهدف تقليل تكاليف الفائدة وتحسين إدارة الديون؛ ما يعكس تفاعلاً إيجابيًا مع التحديات المالية ويعزز فرص استدامة التمويل التنموي.
المبادرة | التفاصيل |
---|---|
إلغاء الرسوم الجمركية | الصين ألغت الرسوم على الدول الأفريقية ذات العلاقات الدبلوماسية |
إصدار السندات | بنك أفريكسيم أصدر أول سندات باندا مقومة باليوان |
مشاريع الطاقة في جنوب أفريقيا | صندوق التنمية الصيني الأفريقي يستعد لتقديم عطاءات لمشاريع تحويل الطاقة |
تحويل قروض السكك الحديدية في كينيا | التحول من الدولار إلى اليوان لتقليل تكاليف الفائدة |