الدولار يغلـي والدينار يتراجع.. شنو صار بأسعار الصرف هالأسبوع بالعراق؟

شهد سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الخميس انخفاضًا طفيفًا في السوق الموازية مع ثبات في الأسعار الرسمية، حيث تأثرت حركة التداول بالإغلاق الأسبوعي لسوق العملات في المحافظات العراقية، ويأتي هذا التراجع في ظل ضغوط اقتصادية وتجارية محدودة وسط محاولات البنك المركزي العراقي الحفاظ على استقرار العملة الوطنية وتضييق الفارق السعري بين السوقين.

سعر صرف الدينار العراقي في الأسواق الموازية والرسمية

سجلت الأسواق الموازية في العراق اليوم تباينًا محدودًا في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، إذ بلغ سعر البيع في بغداد 1420 دينارًا مقابل 1417.5 دينارًا للشراء، وفي أربيل بلغ سعر البيع 1419 دينارًا وسعر الشراء 1416 دينارًا، أما في البصرة فقد استقر السعر عند 1419.5 دينارًا للبيع و1415.5 دينارًا للشراء، ما يعكس حركة محدودة في أسعار الصرف مقارنة بيوم أمس.

في المقابل، ظل السعر الرسمي ثابتًا دون تغيير وفق إعلان البنك المركزي العراقي الذي حدد سعر البيع للحوالات والاعتمادات المستندية عند 1310 دنانير للدولار، وسعر البيع النقدي عند 1305 دنانير، فيما تقتصر تعاملات البنك على بيع الدولار للمسافرين فقط عبر القنوات الرسمية المعتمدة.

عوامل تؤثر في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار

أوضح الباحث المالي صلاح الزبيدي أن التراجع الطفيف في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار خلال هذا الأسبوع يعود إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها ارتفاع وتيرة الاستيراد التجاري الموسمي مما يزيد الطلب على الدولار النقدي خارج المنصة الرسمية، وثانيها الصعوبات التي يواجهها صغار التجار في استكمال التحويلات البنكية، وثالثها تأثير التوترات الإقليمية التي تدفع المتعاملين للاحتفاظ بالدولار وتقليل المعروض في السوق.

وأشار الزبيدي إلى أن البنك المركزي العراقي تمكن من تحقيق مستويات عالية من الامتثال الدولي في آليات التحويلات، إلا أن المعوقات الإدارية ما زالت تدفع بعض المتعاملين إلى السوق الموازية، مما يوسع الفارق السعري ويؤثر في استقرار الدينار.

الإصلاحات والسياسات الداعمة لاستقرار الدينار العراقي

أكد الباحث الاقتصادي أن الأساس المالي للعراق ما يزال متينًا بفضل احتياطياته الأجنبية التي تجاوزت 98 مليار دولار، مما يمنح الدينار العراقي دعمًا قويًا في الأسواق الرسمية، كما دعا البنك المركزي إلى تسهيل إجراءات بيع الدولار عبر القنوات الرسمية وتوسيع نظم الدفع الإلكتروني لتقليل التعاملات النقدية.

وتتأثر أسعار الصرف بعدة عوامل إضافية منها:

  • حجم المبيعات اليومية في مزاد بيع العملة الذي يعكس الطلب الحقيقي على الدولار.
  • سياسات البنك المركزي في إدارة التحويلات الخارجية.
  • حاجة التجار إلى الدولار لاستيراد البضائع من دول خاضعة للعقوبات الدولية.
  • تهريب العملة من السوق المحلية إلى الخارج للاستفادة من فرق الأسعار.
  • المضاربات التي تنشأ نتيجة تسريبات أو شائعات عن قرارات مالية محتملة.

وبذلك يبقى سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار خاضعًا لتوازن دقيق بين السياسات النقدية الرسمية والسوق الموازية التي تتأثر بالعرض والطلب والمضاربات، فيما يواصل البنك المركزي جهوده لتحقيق استقرار نقدي شامل يدعم الاقتصاد الوطني ويحد من التقلبات المستمرة في سوق الصرف.