تغييرات هامة في موقع أهل مصر 2025 تؤثر على طريقة تصفح الأخبار
يحتفل المسلمون في شهور ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف، ويُعد الاحتفال بهذه الذكرى تعبيرًا عن المحبة والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال الاجتماعات المتنوعة التي تشمل الذكر، والمديح، والإطعام، وغيرها من الطاعات التي تُمجد المولود الكريم في التاريخ الإسلامي.
الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من منظور الأوقاف الليبية
أوضحت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في ليبيا أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لم يكن من سنن الصحابة ولا التابعين، فهذه البدعة لم تظهر إلا بعد القرون المفضلة التي أجمع العلماء أنها خير القرون كما بيّن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم”؛ ولا دليل على أن السلف الصالح قد نظموا مثل هذه الاحتفالات على الإطلاق. واصفتًا أن أول من بدأ الاحتفال هم أمراء الفاطميين العبيديون الذين أدخلوا طقوسًا جديدة وغير شرعية، إضافة إلى أن الخلاف بين العلماء حول بداية الاحتفال اتجه لأسماء محددة مثل الشيخ عمر بن محمد الملا وملك إربل المظفر كوكبوري، حيث يعود الفضل لهم في إظهار هذه الاحتفالات بشكل رسمي ومنظم. وتابعت الأوقاف أن هذه الاحتفالات ذُكر أنها شملت سماع الأناشيد الصوفية والرقص، وهو ما اعتبره كبار العلماء بدعة مخالفة للشريعة الأصلية التي لم تعرف مثل هذه الطقوس في العصور الأولى.
تفسير دار الإفتاء المصرية لمشروع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
عرّفت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بالمولد النبوي على أنه مناسبة لفرح الأمة برسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن المناسبات التي يُظهر فيها الناس الذكر والمديح والإطعام والقيام تعبر عن امتنانهم لله على هديته العظيمة التي تمثلت في مولد النبي الكريم. وأكدت الدار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين ويقول: «ذلك يوم وُلدت فيه»، مما يدل على شرعية التقدير والاحتفال بهذا اليوم بأشكال مختلفة تعبّر عن الشكر والفرح. وأضافت أن الاحتفال هو تطبيق عملي لقول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾، حيث إنّ ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم تندرج في نطاق أيام الله التي تحمل معانٍ عظيمة مثل الغفران والنصر والحب. كما أشارت إلى أن الله سبحانه خصّ اليوم الذي وُلد فيه الأنبياء بالبحوث عن الخير والسلام، وركزت على أن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم هذه المناسبات وأجلها.
فضل الفرح بالمولد النبوي وشهادات العلماء والحديث النبوي
بيّنت دار الإفتاء أن الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هو تعبير عن فضل الله الذي هو أعظم هدية للبشرية، حيث قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾، والنبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة إلى جميع خلق الله. وورد في الحديث الشريف أن النبي كان يصوم يوم الاثنين، وهو يوم ميلاده، مما يكشف عن أصل الشكر والتقدير لهذا اليوم. كما ذُكر في “الروض الأنف” أن أهل أبي لهب رأوه في المنام في حالة شدة، واُطمأنوا إلى أن العذاب يخفف عنه كل يوم اثنين بسبب ولادة النبي في ذلك اليوم، وهذا دليل على منزلة المولد وفضله حتى في الغيب. وشدد مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد أن الاحتفال بالمولد النبوي اشتمال الطاعات والعبادات التي تُقام في هذا اليوم هو عمل مندوب ومحبب شرعًا، ويُؤجر عليه المحتفلون به، وهذا يثبت جواز الاحتفال والفرح بهذه الذكرى المباركة.
المصادر | المضمون |
---|---|
المواعظ والاعتبار – المقريزي | توضيح دور الفاطميين في بداية احتفال المولد النبوي |
الباعث على إنكار البدع – أبو شامة | ذكر الشيخ عمر بن محمد الملا كمبتدئ الاحتفال في الموصل |
حسن المقصد في عمل المولد – السيوطي | تحديد الملك المظفر كوكبوري كأول من أحدث الاحتفال بإربل |
صحيح مسلم | حديث النبي عن صيام يوم الاثنين بمناسبة المولد الشريف |
الروض الأنف – السهيلي | حديث عن رؤية أهل أبي لهب في المنام وتأثير ولادة النبي |