تراجع ملحوظ .. أسعار الذهب تتراجع إلى 4,015 دولاراً مع تقلبات الأسواق العالمية

تراجع الذهب بعد أن سجل مستوى قياسي فاق 4,000 دولار للأونصة، وهو ما شكل نقطة انعطاف بسبب زيادة القيود على الأسعار مع موجة صعود متسارعة دفعت المعدن الثمين إلى مستويات تُعد مفرطة في القوة. شهدت أسعار السبائك انخفاضًا بنسبة 0.7% في التعاملات الآسيوية المبكرة، حيث استقرت عند حوالي 4,015 دولاراً للأونصة، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.4% في جلسة التداول السابقة.

مؤشرات فنية تدعم تراجع الذهب بعد موجة الصعود القياسية

تشير المؤشرات الفنية إلى أن الذهب يتداول ضمن نطاق “تشبع شرائي” منذ نحو شهر، ما يعزز من احتمالية تعجيل بعض المستثمرين بجني الأرباح بعد الارتفاع المستمر لأربعة أيام متتالية. يعد هذا التشبع مؤشراً يدل على أن الأسعار وصلت إلى نقطة تشبع الطلب، مما يجعل السوق عرضة لتصحيح هبوطي مؤقت يوازن مستويات السعر. هذه التحركات تعكس طبيعة الأسواق التي تشهد تصحيحات ضرورية بعد موجات صعود حادة، خصوصًا في المعادن الثمينة التي تتأثر بشدة بالأحداث السياسية والاقتصادية.

تأثر الذهب بآفاق اتفاق سلام في الشرق الأوسط وتراجع جاذبيته كملاذ آمن

انخفضت جاذبية الذهب كملاذ آمن بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث أعلن أن اتفاق سلام في الشرق الأوسط بات قريبًا جداً. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان توافق بين إسرائيل و”حماس” في المفاوضات التي تجري في مصر، باتفاق مبدئي لإنهاء النزاع المستمر في غزة منذ عامين. هذه المستجدات السياسية وفرت مناخًا أقل توترًا، مما قلل من الطلب على الذهب كأصل آمن، في ظل تحسن فرص الاستقرار في المنطقة.

عوامل مستمرة تدعم أسعار الذهب رغم التراجع المؤقت

رغم الانخفاض الطفيف، لا يزال الذهب مرتفعًا بأكثر من 50% منذ بداية العام، مدعومًا بعدة عوامل تعزز من قيمته وتدعم الطلب، منها بيئة عدم اليقين المحيطة بالتجارة العالمية، واستقلالية السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى الاستقرار النسبي للمالية العامة الأمريكية. كذلك، تصاعدت التوترات الجيوسياسية في أماكن مختلفة من العالم، مما رفع الطلب على الأصول الآمنة كالذهب، فيما واصلت البنوك المركزية شراء المعدن بمستويات مرتفعة.

حاليًا، يتداول الذهب الفوري عند 4,014.24 دولار للأونصة، منخفضًا بنسبة 0.7% في سنغافورة، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,059.31 دولار للأونصة، مع بقاء مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري” مستقراً تقريبًا. في الوقت ذاته، تراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم بعد مكاسب قوية سابقًا، وسط معاناة السوق من ندرة المعروض، بينما استمرت التدفقات إلى الصناديق المتداولة المدعومة بهذه المعادن بدعم الأسعار. أما الفضة، فقد انخفضت قليلاً لكنها بقيت قريبة من أعلى مستوى قياسي سجلته، وذلك وفقًا لبيانات “بلومبرغ” التي تمتد إلى عام 1993.

المعدن التغير الأخير المستوى الحالي (دولار/أونصة)
الذهب انخفاض 0.7% 4,014.24
البلاتين تراجع بعد مكاسب غير محدد
البلاديوم تراجع بعد مكاسب غير محدد
الفضة انخفاض طفيف قريب من أعلى مستوى قياسي

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.