تراجع الذهب.. المستثمرون يجنون الأرباح وسط تقلبات السوق الحالية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم الخميس، مع توجه المستثمرين إلى عمليات بيع تهدف لجني الأرباح عقب تسجيل المعدن النفيس مستوى قياسي غير مسبوق تجاوز 4,000 دولار للأوقية، مما دفع سعر الذهب الفوري للانخفاض بنسبة 0.4% إلى 4021.99 دولارًا بعد أن بلغ ذروته عند 4059.05 دولارًا يوم الأربعاء. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% لتسجل 4042.60 دولارًا، وسط تحركات متقلبة في سوق المعادن الثمينة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير عمليات جني الأرباح على السوق

سجلت أسعار الذهب الفوري والآجل انخفاضًا بعد موجة صعود قوية شهدها المعدن الثمين خلال الأيام الماضية، وقد جاء هذا التراجع نتيجة توجه المستثمرين نحو البيع لجني الأرباح بعد تحقيق الذهب أعلى مستوى قياسي في تاريخه؛ إذ تسبب هذا في تعديل الأسعار بشكل سريع مع تحسن عمليات التصحيح في السوق. ويرجع ارتفاع الذهب منذ بداية العام إلى عوامل متعددة أهمها زيادة الطلب من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن، إضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي الذي جعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم من تقلبات الأسواق المالية.

عوامل ارتفاع أسعار الذهب ودورها في تعزيز جاذبية المعدن النفيس

قفزت أسعار الذهب بنحو 54% منذ بداية العام، متأثرة بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية؛ فموجة الشراء القوية من البنوك المركزية التي تسعى لتنويع احتياطاتها، وزيادة الدعم لصناديق المؤشرات المرتبطة بالذهب، إلى جانب تراجع قيمة الدولار الأمريكي، كانت عناصر رئيسية في دفع أسعار الذهب للارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، زاد إقبال المستثمرين الأفراد على الذهب كأداة لتحوط المخاطر المتزايدة الناتجة عن التوترات التجارية والجيوسياسية، مما عزز الطلب ورفع القيمة السوقية لهذا المعدن الثمين في الأسواق العالمية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها على سوق المعدن النفيس العالمي

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة في الأسعار، حيث ارتفعت الفضة في السوق الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، مسجلة 48.91 دولارًا للأوقية بعدما بلغت سعرًا قياسيًا عاليًا خلال الجلسة السابقة، ما يؤكد تواصل الطلب عليها كملاذ استثماري. في المقابل، انخفض البلاتين بنسبة 0.7% ليصل إلى 1650.60 دولارًا، كما هبط البلاديوم بنسبة 1% مسجلًا 1435.25 دولارًا، مما يعكس اختلاف دلالات كل معدن وقوة تأثير العوامل الاقتصادية العالمية عليه بشكل منفصل. تختلف تحركات هذه المعادن تبعًا لظروف العرض والطلب، إضافة إلى المتغيرات الصناعية التي تؤثر على أسعارها بشكل مباشر.