تراجع مفاجئ.. انخفاض أسعار الذهب عالمياً وسط تحولات الأسواق العالمية

هبط سعر الذهب، الخميس، بعدما قام المستثمرون ببيع بعض مقتنياتهم لجني الأرباح عقب تسجيل المعدن مستوى قياسي جديد متجاوزًا حاجز 4 آلاف دولار للأوقية، وذلك وسط الغموض الاقتصادي والجيوسياسي وتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية. وتركز الانخفاض على المعاملات الفورية والعقود المستقبلية للذهب، حيث كانت تحركات الأسواق متأثرة بالعوامل العالمية المتشابكة.

تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة على أداء الذهب وسعر الأونصة

شهد الذهب في التداول الفوري تراجعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 4021.99 دولار للأوقية بحلول الساعة 01:17 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي عند 4059.05 دولار الأربعاء سابقًا؛ كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول بنسبة 0.7% إلى 4042.60 دولار. وتعكس هذه التراجعات رد فعل المستثمرين تجاه توقعات خفض أسعار الفائدة بنسبة تصل إلى 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر، وفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، حيث تشير الأسواق إلى احتمالية خفض بأسعار الفائدة بمعدل 95% و83% على التوالي. ويظل الذهب معدنًا ذا جاذبية خاصة في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، إذ لا يدر عوائد مباشرة لكنه يحظى بحالة الطلب في أوقات الضبابية الاقتصادية.

العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر على حركة أسعار الذهب

شهدت الأسواق اضطرابات ملحوظة مؤخرًا، تمتد من اليابان وفرنسا عبر احتجاجات واضطرابات سياسية، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين للالتجاء إلى أصول الملاذ الآمن كالذهب. يزداد الطلب على الذهب مع تلك الأجواء غير المستقرة؛ إذ يرتبط ارتفاع سعر الأونصة بزيادة ميل المستثمرين للبحث عن تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، ما يدعم صعود المعدن النفيس بالرغم من التراجع المؤقت. ويؤكد هذا الارتباط أهمية الذهب كأداة للحماية في فترات الأزمات العالمية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها على سوق الذهب

إلى جانب الذهب، تباين أداء المعادن النفيسة الأخرى حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 48.91 دولار للأوقية، مقتربة من أعلى سعر لها عند 49.57 دولار الذي سجلته الأربعاء. في المقابل، تراجعت معادن أخرى كالبلاتين بنسبة 0.7% مسجلاً 1650.60 دولار، والبلاديوم بنسبة 1% إلى 1435.25 دولار. وهذه التغيرات توجد علاقة غير مباشرة مع حركة الذهب، حيث يؤثر الطلب على المعادن الأخرى على تحركات السوق ولكن الذهب يظل المقياس الأول لأداء المعادن النفيسة بصفته ملاذًا آمنًا. ويُظهر تطور أسعار الذهب روابط واضحة مع الاتجاهات الاقتصادية والسياسية العالمية، إضافةً إلى تأثير مشتريات البنوك المركزية والطلب المتزايد من صناديق المؤشرات المدعومة به وضعف الدولار الأمريكي.