مواجهة استثنائية .. الذهب أم الفضة؟ تعرف على أسباب تفوق الأخت الصغرى في موجة الصعود المقبلة

تتصاعد فرص الاستثمار في الفضة في السوق المصري مع اشتداد الضغوط التضخمية، إذ يبحث المستثمرون عن بدائل واقعية للذهب، وتبرز الفضة كخيار متجدد يحمل إمكانات عالية؛ فهي تجمع بين صفاء المعدن الثمين واستخداماتها الصناعية المتعددة، ما يخلق فرصة استثمارية متوازنة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

الفضة فرصة استثمارية واعدة في السوق المصري وسط التضخم

يعود توجه المستثمرين بالأساس نحو الذهب كملاذ آمن أثناء الاضطرابات الاقتصادية، لكن الفضة تكتسب شهرة متزايدة خاصة في مصر التي تشهد معدلات تضخم مرتفعة؛ حيث تُعد الفضة ليس فقط معدنًا ثمينًا بل مادة خام رئيسية في العديد من الصناعات الحديثة، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للاستثمار المتوازن بعيدًا عن التقلبات الشديدة؛ إذ تحافظ على قيمتها وتوفر حماية نسبية وسط تقلبات السوق.

القيمة الحقيقية للفضة مقارنة بالذهب: تحليل النسبة وتاريخها

تُستخدم نسبة الذهب إلى الفضة (Gold / Silver Ratio) كمؤشر مهم لفهم القيمة الفعلية للفضة بالمقارنة مع الذهب، فهذه النسبة تمثل عدد أونصات الفضة المطلوبة لشراء أونصة واحدة من الذهب؛ تاريخيًا، كانت تتراوح بين 1:7 إلى 1:12 في حضارات مثل الرومان والإسلامية، لكن في العصر الحديث شهدت اتساعًا كبيرًا إلى حدود 1:70 وحتى 1:90؛ ما يدل على أن الفضة مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية، وهذا الوضع يُعد دعوة للمستثمرين في مصر لاقتناص فرصة استثمار الفضة قبل تقارب النسبة مجددًا.

تحولات الطلب على الفضة وتأثيرها على الاستثمار لعام 2025

لا يرتبط طلب الفضة فقط بالاستخدام الاستثماري كأداة تحوط ضد التضخم، بل يشهد الطلب الصناعي ارتفاعًا ملحوظًا بسبب الاعتماد المتزايد على الفضة في قطاعات متقدمة، وعلى رأسها:

• الطاقة المتجددة، لا سيما الخلايا الشمسية التي تتطلب كميات كبيرة من الفضة لتوليد الطاقة الكهربائية.
• صناعة السيارات الكهربائية، التي تدمج الفضة في مكوناتها الإلكترونية الحيوية.
• صناعة الإلكترونيات الدقيقة والمعدات الطبية المتطورة التي تعتمد على خصائص الفضة المتفردة.

يرتفع الضغط على معروض الفضة عالميًا بسبب التوجه نحو الطاقة النظيفة والبنية التحتية الكهربائية، ما يعزز قيمتها ويقلل من تأثير تقلبات الدولار والتضخم فقط على أسعارها.

تقييم المخاطر والتوصيات الاستثمارية في الفضة للمستثمر المصري

مع وجود فرص واعدة، تبقى هناك مخاطر يجب مراعاتها عند الاستثمار في الفضة، منها:

• ابتكارات تصنيع محتملة قد تقلل من الحاجة إلى الفضة في الصناعات المستقبلية.
• ارتفاع العرض المفاجئ بسبب اكتشافات جديدة في المناجم بكميات كبيرة.

ينصح المستثمر في السوق المصري بتخصيص جزء معتدل من المحفظة الاستثمارية في الفضة، عبر شراء السبائك أو الدخول في صناديق استثمارية متخصصة، مع اتباع نهج الشراء التدريجي لتجنب التذبذات الكبيرة في الأسعار، ومراقبة مؤشرات العرض والطلب العالمية بانتظام، بالإضافة إلى متابعة الأوضاع الجيوسياسية وأسعار الذهب لدعم اتخاذ القرار المالي.

تشير مؤشرات سوق المعادن الثمينة لعام 2025 إلى تحقيق الفضة توازنًا نادرًا بين انخفاض قيمتها النسبية وارتفاع الطلب الصناعي المستقبلي، مما يجعل الاستثمار في الفضة خيارًا جديرًا بالاهتمام للمستثمرين القادرين على تحمّل تقلبات الأسعار لتحقيق أرباح مرتفعة.