قفزة تاريخية.. الذهب يتجاوز 4000 دولار للأوقية مع تزايد توجه المستثمرين إلى الملاذ الآمن

ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزًا 4000 دولار للأوقية وسط تصاعد الطلب عليه كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية المتقلبة؛ حيث سجل الذهب في بداية تداولات آسيا 4001.11 دولار للأونصة، مسجلاً زيادة تفوق 50% منذ بداية العام الحالي مع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية حول العالم.

زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة لتزايد المخاوف من التقلبات الاقتصادية والسياسية، إذ يشكل الملاذ الآمن الرئيسي للمستثمرين في أوقات عدم اليقين؛ فقد ساهم الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ سبعة أيام والأزمات السياسية في فرنسا إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في عدة مناطق بالضغط على الأسواق المالية، مما دفع المستثمرين للتوجه نحو الذهب. كما يعكس الذهب حالة القلق من تباطؤ الاقتصاد والضغوط على الاحتياطي الفيدرالي، مما يعزز الطلب على المعدن الأصفر إلى جانب اعتباره أداة فعالة للحفاظ على القيمة وسط تقلبات أسعار الفائدة والمخاطر المالية المتزايدة.

تأثير صناديق المؤشرات والبنوك المركزية على ارتفاع سعر الذهب الحالي

يرى الخبراء أن الدعم الذي يقدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي وصناديق المؤشرات والمصارف المركزية يعد من العوامل الأساسية التي أدت إلى صعود سعر الذهب إلى مستويات قياسية؛ فقد أشار ستيفن إينيس، محلل الأسواق في “إس بي آي”، إلى أن المعدن زاد أكثر من 40% في عام 2025، مع احتمال استمرار المكاسب للعام الثالث على التوالي. بدوره، أكد ريتشارد فلاكس، كبير مسؤولي الاستثمار في “مانيفارم”، أن عمليات الشراء الكبيرة من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار هي محركات رئيسة في تعزيز أسعار الذهب. وبحسب وليد فقهاء، مدير الاستثمار في شركة الأهلي للوساطة المالية، فإن تعريفة الجمارك الأمريكية والتوترات الجيوسياسية وعمليات الشراء الكبيرة عززت من ارتفاع السعر منذ بداية العام.

توقعات استمرار ارتفاع سعر الذهب ومخاطر الاستثمار عند المستويات القياسية

من المتوقع أن يستمر الزخم الصاعد في سوق الذهب خلال الفترة المقبلة، إذ رفعت مؤسسات مالية بارزة مثل جولدمان ساكس تقديرات سعر الذهب ليصل إلى 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026، مع توقع استمرار البنوك المركزية في دعم الأسعار عن طريق عمليات الشراء. لكن الخبراء ينبهون المستثمرين الأفراد إلى الحذر عند دخول السوق في هذه المستويات المرتفعة، حيث قد تحدث عمليات جني أرباح قصيرة الأجل تزيد من تقلبات السوق؛ لذا ينصحون بتوزيع الاستثمارات بين الذهب والفضة مع الاحتفاظ بالذهب كأصل صلب لحماية القيمة. ورغم التذبذب المتوقع، سجلت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملموسة، إذ وصلت سعر الفضة إلى 48.57 دولار للأوقية، والبلاتين إلى 1644.40 دولار، والبلاديوم إلى 1378.86 دولار للأوقية.