قفزة تاريخية.. الذهب يحقق مستوى قياسياً يتجاوز 4000 دولار للأوقية ويثير اهتمام الأسواق العالمية
ارتفعت أسعار الفضة الفورية إلى مستوى قياسي جديد خلال تعاملات الأربعاء، مستفيدة من الزخم الذي اكتسبه الذهب في الفترة الأخيرة وسط تصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، وزيادة عمليات شراء البنوك المركزية، وتدفقات ضخمة نحو صناديق المؤشرات المتداولة في الفضة. وصلت الفضة الفورية إلى 49.55 دولارًا للأوقية، متجاوزةً أعلى سعر سجّلته منذ عام 1980، كما ارتفعت عقود الفضة الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 3.2% لتصل إلى 49.20 دولارًا في بورصة نيويورك.
كيف يؤثر الطلب الصناعي والعوامل الاقتصادية على ارتفاع أسعار الفضة
تعكس سوق الفضة تغيرات مستمرة تتأثر بعوامل العرض والطلب على مستوى العالم، فبينما يواجه قطاع التعدين تحديات متعددة مثل انخفاض جودة الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج، لا يزال الطلب الصناعي في تزايد ملحوظ خاصة مع توجه العالم نحو الطاقة المتجددة. حسب تقرير “المعهد الفضي العالمي”، الطلب الصناعي على الفضة يشهد نموًا مطردًا مدعومًا بالتصنيع المتقدم واستخدامات الفضة في القطاعات التقنية والطبية والطاقة النظيفة. كما أن المخزونات المادية للفضة تتقلص بشكل ملحوظ، مما يخلق ما يعرف بـ”الضغط في سوق الفضة” الذي يرفع الأسعار بشكل حاد.
HTML قائمة توضح تحديات قطاع التعدين:
- انخفاض جودة خام الفضة في المناجم الأساسية.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة التضخم وأسعار الطاقة المتزايدة.
- تأخيرات في تطوير المناجم بسبب العقبات التنظيمية والتصاريح.
- ضعف طاقة التكرير مقارنة بارتفاع الطلب الصناعي.
مقارنة أداء الفضة بأسواق المعادن الثمينة وتأثير العلاقات النسبية على الأسعار
يتجاوز الطلب على الفضة كثيرًا مجرد دورها كمعدن ثمين، إذ ترتبط قيمتها غالبًا بنظيرتها الذهبية، الملقبة بـ”ابن العم النقدي” لها، حيث يشكل مؤشر النسبة بين الذهب والفضة (Gold-to-Silver Ratio) أداة مهمة للمستثمرين. تاريخيًا، تتراوح هذه النسبة بين 47:1 و80:1، وعندما تتجاوز 80:1، تشير إلى أن الفضة مقوّمة بأقل من قيمتها مقارنة بالذهب، مما يعزز جاذبية الاستثمار بها. في الأسواق الصاعدة، تقل هذه النسبة غالبًا مع تجاوز الفضة للذهب بنسب أعلى بسبب صغر حجم سوقها وقيمتها الصناعية الكبيرة. بالمقابل، المعادن الأخرى مثل البلاتين، رغم أهميتها الصناعية، تواجه ضغوط طلبية مقارنة بالفضة، بينما يتحرك النحاس، وهو أكثر المعادن الصناعية، بشكل متوازي مع الفضة في أوقات النمو الاقتصادي.
التوقعات المستقبلية لأسعار الفضة والعوامل المؤثرة على مسارها
تشير التحليلات الفنية إلى عدة مستويات سعرية رئيسية للفضة يجب مراقبتها، ومنها حاجز 30 دولارًا النفسي والمقاومات ضمن نطاق 35-40 دولارًا، وصولًا إلى المقاومة التقنية عند 50 دولارًا. تجاوز هذه المستويات يتطلب ضغط شراء قوي وزخم استثماري متزايد. من الناحية الأساسية، تبقى العوامل الداعمة قوية، خاصة مع نمو الطلب الصناعي المرتبط بالطاقة النظيفة، والتحولات في السياسات النقدية التي تؤثر على معدلات الفائدة الحقيقية. تحوّل الأسواق المالية العالمية نحو حماية الأصول من التضخم وعدم اليقين، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، يعزز الطلب على الفضة كأصل آمن واستثماري. ومن جهة أخرى، تتحكم التحديات مثل التقلبات السعرية التاريخية، وارتفاع الطلب المفاجئ، ومخاطر التمويل بالرافعة المالية بمسار الأسعار، ما يستوجب متابعة دقيقة.
HTML قائمة توضح العوامل المتوقعة لتأثير أسعار الفضة:
- تزايد الطلب الصناعي وخصوصًا في قطاع الطاقة النظيفة.
- زيادة الطلب الاستثماري بدعم من مخاوف التضخم والسياسات النقدية.
- تراجع جودة خام الفضة في المناجم القديمة والقيود على العرض.
- شح المعروض المادي في السوق الفعلي.
- جاذبية تقييم الفضة مقارنة بالذهب وفق النسب التاريخية.
إن تسجيل الفضة لمستويات قياسية جديدة أمر محتمل في ظل هذه العوامل الهيكلية المتداخلة التي تجمع بين القوة الصناعية والقيمة النقدية، مما يجعلها نقطة جذب مهمة لمستثمري المعادن الثمينة في مراحل السوق القادمة.