أسعار الذهب تواصل الارتفاع القياسي.. تأثير اضطرابات الأسواق العالمية يتفاقم ويعزز المكاسب

شهدت أسعار الذهب قفزة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ المعدن الثمين، حيث وصل سعر الأونصة خلال التعاملات الآسيوية المبكرة إلى 4001.11 دولار، في مستوى غير مسبوق، وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بالإغلاق الحكومي المحتمل في الولايات المتحدة والتوترات السياسية المتزايدة في فرنسا. يعكس هذا الارتفاع الكبير، الذي تجاوز 50% منذ بداية العام، اندفاع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط غموض الأسواق العالمية وتفاقم المخاطر الاقتصادية والسياسية.

ارتفاع أسعار الذهب بسبب المخاوف الاقتصادية والسياسية المتصاعدة

تميزت أسعار الذهب بتصاعد مستمر نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، مما يدفع المستثمرين إلى التوجه بقوة نحو المعدن النفيس. تجسد هذه القفزة الطفرة في الطلب على الذهب كأداة حماية للقيمة، خصوصاً في ظل المخاوف من الإغلاق الحكومي والخلافات السياسية التي تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، وهو ما يجعل الذهب خياراً رئيسياً لمن يبحثون عن أمان استثماراتهم في فترات الاضطراب.

تاريخ صعود مستمر لأسعار الذهب وسط الأزمات العالمية

لم يكن هذا الارتفاع مفاجئاً تماماً، فقد شهد الذهب مساراً تصاعدياً ملحوظاً منذ جائحة “كوفيد-19″، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 2000 دولار في غشت 2020، ليتذبذب بعد ذلك حول هذا المستوى لعدة سنوات. ثم سجل قفزات متتالية، متجاوزاً 2500 دولار في غشت 2024، وبعدها 3000 دولار في مارس، وصولاً إلى 3500 دولار في سبتمبر، حتى وصل إلى الرقم التاريخي الحالي فوق 4000 دولار. هذا الصعود المستمر يعكس ثقة المستثمرين الكبيرة بالذهب كأصل مستقر خلال الأزمات العنيفة.

تأكيد المحللين على استمرارية مكاسب الذهب كأصل مالي مستقر

يرى المحلل المالي ستيفن إينيس أن بيانات سوق الذهب تؤكد قوته الاستثنائية؛ حيث ارتفعت أسعاره بأكثر من 40% خلال عام 2025 فقط، مع استمرار تسجيل مكاسب قوية للسنة الثالثة على التوالي. يشير إينيس إلى أن الذهب يحتفظ بمكانته كأحد أكثر الأصول استقراراً وأماناً في فترات الاضطرابات، رغم عدم توليده لعوائد مالية مباشرة، مما يجعله حل المستثمرين المفضل في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية على حد سواء.