انطلاقة تاريخية.. ماذا يعني اختراق الذهب قمّة 4000 دولار وما أبرز أوجه الشبه مع 1970؟

ارتفع سعر الذهب ليبلغ 4000 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه، وسط طلب متزايد من المستثمرين على الملاذات الآمنة بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وتوقعات تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

صعود الذهب إلى 4000 دولار للأونصة وتأثير التخفيضات النقدية

شهد الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 4002.53 دولار للأونصة بحلول الساعة 0213 بتوقيت جرينتش، بينما صعدت العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% مسجلة 4034.07 دولار للأونصة؛ ويُعتبر الذهب في أغلب الأحيان ملاذاً آمناً يحافظ على قيمته في أوقات التقلبات الاقتصادية، حيث ارتفع بنسبة 52% منذ بداية العام بعد مكاسب بلغت 27% في 2024، ما يعكس الثقة المتزايدة في المعدن الأصفر وسط توقعات خفض الفائدة.

مقارنة بين ارتفاع الذهب الحالي وفترة السبعينيات وتأثيره على المحافظ الاستثمارية

أكد المستثمر راي داليو، مؤسس شركة بريدج ووتر أسوشيتس، أهمية تخصيص حتى 15% من محفظة الاستثمار للذهب رغم الصعود إلى أعلى مستوياته على الإطلاق؛ مشيراً إلى أن المعدن يوفر تنويعاً ممتازاً ويحقق أداءً جيداً خصوصاً في أوقات ضعف الأصول الأخرى، مقارنة ببيئة بداية السبعينيات التي شهدت تضخماً مرتفعاً ونفقات حكومية ضخمة وأعباء ديون أثرت سلباً على الثقة في الأصول الورقية. وذكر أن أدوات الدين في ظل الوفرة العالية منها لم تعد مخزناً فعالاً للثروة، مما يبرز الذهب كخيار تحوطي يفيد في هذه الظروف.

التوجيهات الاستثمارية الحديثة للذهب وأسباب تزايد الطلب العالمي

رغم اختلاف توصيات المستشارين الماليين المعتادة التي تُفضل المحافظ المكونة من الأسهم والسندات بنسبة 60-40، يعتقد داليو أن الذهب يعد تحوطاً قوياً ضد تقلبات النظام المالي وعدم اليقين الجيوسياسي، لافتاً إلى أن الذهب هو الأصل الوحيد الذي يمكن امتلاكه من دون الاعتماد على طرف آخر للدفع. كما أوصى جيفري غوندلاش بزيادة وزن الذهب في المحفظة حتى 25%، مع توقع بقاء المعدن مفضلاً وسط الضغوط التضخمية وضعف الدولار. ويتزامن ذلك مع عوامل دعم مثل ارتفاع مشتريات البنوك المركزية والاهتمام المتجدد بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إلى جانب انخفاض الدولار وقوة الطلب من المستثمرين الأفراد، وسط تطورات سياسية مثل الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأجيل المؤشرات الاقتصادية، إضافة إلى اضطرابات في دول مثل فرنسا واليابان.

المعدن النسبة المئوية للارتفاع السعر الحالي (دولار للأونصة)
الذهب 0.5 – 0.7 حوالي 4002
الفضة 0.5 48.03
البلاتين 2.2 1653.21
البلاديوم 1.3 1355.32

تؤكد هذه البيانات كيف أن السوق العالمية تراهن على المعادن النفيسة، خاصة الذهب، في ظل حالة عدم الاستقرار المالي والسياسي، ما يعزز من قيمته كأصل استثماري آمن وجذاب، ويساهم في ديمومة ارتفاع أسعاره في السوق الدولي.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.