مبادرة استثنائية .. حملة الكشف المبكر عن السرطان في المغرب تفتح آفاقًا جديدة للعلاج والشفاء

تُركز الحملة الوطنية للتحسيس والوقاية والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم على تعزيز الوعي بأهمية الوقاية من هذين النوعين من السرطان، لا سيما خلال شهر أكتوبر الوردي، الذي يُخصص للتوعية بسرطان الثدي. تسعى الحملة التي تنفذها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خلال الفترة من 1 إلى 31 أكتوبر 2025 إلى تشجيع تلقيح الفتيات البالغات 11 سنة ضد فيروس الورم الحليمي البشري، بالإضافة إلى توسيع نطاق الكشف المبكر للنساء المستهدفات.

أهمية الكشف المبكر في الوقاية من سرطاني الثدي وعنق الرحم

يمثل الكشف المبكر حجر الزاوية في مكافحة سرطاني الثدي وعنق الرحم، إذ يتيح تشخيص المرض في مراحله الأولية مما يعزز فرص العلاج الناجح ويقلل من معدلات الوفاة. تشمل منظومة الكشف المبكر تطوير مراكز مرجعية للصحة الإنجابية ومراكز جهوية للأورام، إلى جانب قطبين متخصصين في طب الأورام النسائية وثدي سرطان، بالمركز الاستشفائي الجامعي بالرباط والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء؛ هذا بالإضافة إلى وحدات متنقلة لتصوير الثدي رقميًا تخدم المناطق النائية، ما يُسهم في تقريب خدمات الفحص للكثير من النساء.

الحملة الوطنية ودورها في تعزيز التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري

يُعد تلقيح الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري من الخطوات الأساسية للوقاية من سرطان عنق الرحم؛ إذ يستهدف السن المبكرة للوقاية الفعالة عبر تقليل انتشار الفيروس المسبب للمرض. في هذا الإطار، تتكامل الحملة الوطنية مع البرامج الصحية عبر تبني استراتيجيات منظمة لتحسين معدلات التلقيح والكشف، مع دعم وتعبئة مؤسسات القطاع الصحي والجمعيات والمجتمع المدني، من أجل ضمان وصول الخدمات للنساء والفتيات عبر مختلف مناطق المملكة.

الإحصائيات الحديثة ودور المخططات الوطنية في مكافحة سرطاني الثدي وعنق الرحم

تشير آخر البيانات المسجلة بجهة الدار البيضاء-سطات للفترة 2018-2021 إلى أن سرطاني الثدي وعنق الرحم يحتلان المرتبتين الأولى والرابعة بين أنواع السرطان لدى النساء، بنسبة 39.1% و6.5% على التوالي؛ ما يؤكد أهمية استمرارية هذه الحملات المكثفة. من جانبها، ساهم المخطط الوطني الأول للوقاية ومراقبة السرطان 2010-2019، والمخطط الثاني الممتد حتى 2029، في إرساء منظومة صحية متكاملة تشمل تعزيز الفحص والكشف والعلاج، مع اعتماد إجراءات تنظيمية لتحسين الولوج إلى الخدمات الصحية المتنوعة، مما يعكس التزام الجهات المعنية بالصحة العامة في دعم النساء للوقاية المبكرة.