كارثة صحية تهدد موريتانيا.. 19 بؤرة نشطة لحمى الوادي المتصدع تضرب 8 ولايات
أعلنت السلطات الموريتانية أنها سجلت 19 بؤرة نشطة من حمى الوادي المتصدع في ثماني ولايات بمختلف أنحاء البلاد، ما أثار قلقا واسعا في الأوساط الصحية والبيطرية.
وقالت وزارة التنمية الحيوانية في بيان إن البلاد تواجه حاليا موجة جديدة من وباء حمى الوادي المتصدع، وهو مرض فيروسي ينتمي إلى مجموعة الحميات النزفية، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوانات أو لسعات البعوض، كما يمكن أن ينتقل بين الأشخاص عبر ملامسة الدم أو إفرازات المصابين.
وأوضحت الوزارة أن البؤر النشطة سجلت في ولايات نواكشوط ولبراكنة والترارزة والحوض الشرقي والحوض الغربي وتكانت، مشيرة إلى أن الفرق الميدانية تتابع الوضع الصحي عن قرب لمنع انتشار الفيروس بشكل أوسع.
ووفق البيان، ظهرت أولى بؤر الوباء منتصف سبتمبر في قرية الشام بولاية لبراكنة وسط البلاد، فيما سجلت لاحقا وفيات في مدينتي روصو وألاك وكيفه، وكانت آخر موجة إصابات بهذا المرض قد شهدتها موريتانيا عام 2022 وأسفرت حينها عن وفاة 23 شخصا.
يذكر أن موريتانيا عرفت هذا الوباء لأول مرة في عام 1998، ومنذ ذلك الحين يتكرر ظهوره على فترات متباعدة، خاصة خلال فصول الأمطار التي تكثر فيها تجمعات المياه وتتكاثر فيها البعوض.
ويرى خبراء أن انتشار المرض قد يترك آثارا اقتصادية سلبية على الثروة الحيوانية التي تمثل مصدر رزق أساسي لآلاف الأسر الموريتانية، إذ يؤدي المرض إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية وتراجع إنتاج الألبان واللحوم.
كما أشار اقتصاديون إلى أن استمرار البؤر الوبائية قد يؤثر في حركة التجارة الداخلية وأسواق المواشي، خصوصا في الولايات الريفية التي تعتمد على الزراعة وتربية الحيوان، مما قد يتطلب خطط طوارئ لدعم المزارعين والرعاة وتعويض خسائرهم.
ولا يتوفر حتى الآن لقاح فعال ضد الفيروس سواء للإنسان أو الحيوان، ما يجعل الإجراءات الوقائية مثل مكافحة البعوض والتوعية الصحية الوسيلة الأساسية للحد من انتشار المرض.
جهود حكومية لمواجهة الأزمة
تعمل السلطات الموريتانية حاليا على تنفيذ خطة طوارئ تشمل حملات رش لمكافحة البعوض وتوعية المزارعين ومربي الماشية حول طرق الوقاية من العدوى، كما تم تعزيز المراقبة البيطرية في المناطق الريفية وتكثيف الفحوص الميدانية لرصد أي حالات جديدة بشكل مبكر، في محاولة للحد من انتشار المرض وحماية الثروة الحيوانية.