تذبذب محدود .. ارتفاع طفيف لمؤشر الدولار الأمريكي وسط استمرار الإغلاق الحكومي وتأثيره على الأسواق
ارتفع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم، وسط استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وتصاعد المخاوف من تداعياته على الاقتصاد، مما جعل السوق متوجسًا من المستقبل الاقتصادي في ظل حالة عدم التيقن هذه. شهد بداية الأسبوع تراجعًا حادًا في قيمة الين الياباني بنسبة 1.6% أمام الدولار، بعد فوز تاكايشي الذي عزز توقعات استمرار سياسة التحفيز المالي في اليابان، مما دفع الذهب والبيتكوين للارتفاع القياسي عند تسعيرهما بالين.
تأثير فوز تاكايشي على الين والسياسة النقدية اليابانية
كان الانخفاض الملحوظ للين مرتبطًا بفوز تاكايشي، الذي غير طبيعة التوقعات تجاه سياسات بنك اليابان (BoJ)، حيث أظهرت تحركاتها الأخيرة تناقضًا مع موقفها السابق حيال رفع الفائدة؛ فقد خففت تاكايشي من لهجتها المعترضة على رفع أسعار الفائدة التي كانت تصفها بـ”التصرف الغبي” العام الماضي، مما يشير إلى أن فترة “آبينوميكس” بنهجها المتشدد قد لا تعود مجددًا، لا سيما في ظل إدارة الحزب الليبرالي الديمقراطي للحكومة كأقلية تواجه قيودًا على صنع القرار. هذا التغير السياسي أثار تقلبات واضحة في سوق العملات والمعادن الثمينة.
تعقيدات الوضع الاقتصادي الأمريكي مع استمرار الإغلاق الحكومي وتأثيره على الفيدرالي
تواجه الولايات المتحدة حالة اقتصادية معقدة بسبب الإغلاق الحكومي المستمر، والذي يحد بشدة من توافر البيانات الاقتصادية الرسمية، ما يزيد من صعوبة تقييم الوضع بدقة؛ إذ تقدر وكالة S&P Global Ratings أن الإغلاق قد يقلص نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية أسبوعياً طالما استمر الإغلاق. مع وجود بيانات محدودة مثل تقرير JOLTS وتقديرات سبتمبر الصادرة عن ADP وRevello Labs، تبدو علامات الاقتصاد الأمريكي ثابته في منطقة “لا توظيف ولا تسريح”، مع حركة بطئية في سوق العمل تعكس استقرارًا نسبيًا مع مكاسب وظيفية بسيطة.
الفرص والتحديات أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ظل الاقتصاد المتغير
مع نقص البيانات الرسمية، يعتمد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) على مؤشرات القطاع الخاص واتصالاته الموسعة لفهم الوضع، وتُظهر الأسواق توقعات باحتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قبل نهاية الشهر. ما يجعل الأمر محيرًا هو التناقض بين الوهن النسبي في سوق العمل الذي يشهد نموًا ضعيفًا في التوظيف، وبين توقعات النمو الاقتصادي العالية، كما تشير نماذج بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا التي تتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% في الربع الثالث. السبب الأساسي يكمن في ارتفاع إنتاجية العمل، إذ يمكن للشركات زيادة الإنتاج دون الحاجة إلى توظيف عدد أكبر من العمال، مع دعم قوي من زيادة الإنفاق الرأسمالي على التكنولوجيا، خاصة في مجالي الذكاء الاصطناعي والأتمتة التي تعزز كفاءة القوة العاملة الحالية.
البنك المركزي | التاريخ | التوقع |
---|---|---|
اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) | الأربعاء | صدور محضر الاجتماع |
جيروم باول – رئيس الاحتياطي الفيدرالي | الخميس | خطاب رسمي |
بنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) | الأربعاء | توقع خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس |
بنك النرويج (Norges Bank) | اليوم | إعلان السياسة النقدية |
بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) | الجمعة | إعلان السياسة النقدية |
في ظل هذه الظروف، يعكس الاقتصاد الذي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وكثافة رأس المال حالة فصل مؤقتة بين زيادة الأرباح والإنتاج من جهة، وبطء خلق فرص العمل من جهة أخرى، خاصة مع انخفاض المعروض من العمالة بسبب عوامل هيكلية مثل تقلص الهجرة وشيخوخة السكان. هذا الواقع يدفع لقراءة جديدة للأسواق، حيث النمو الاقتصادي مستدام لكنه يتم بوتيرة متباينة في مختلف جوانب الأداء الاقتصادي.