لحظة بطولية.. مباراة الأهلي والزمالك في ملعب الكرامة تحقق ملحمة وطنية لا تُنسى بحرب أكتوبر

يحتفل المصريون في السادس من أكتوبر بذكرى نصر أكتوبر المجيد، اليوم الذي رسم فيه الجيش المصري ملحمة وطنية كبرى بعبوره لقناة السويس، محققًا إنجازًا يفوق كل التوقعات ويؤكد قوة وعزيمة الإنسان المصري في أصعب الظروف، الأمر الذي جعله خالدًا في ذاكرة الشعب العربي والعالمي كقصة انتصار على الظلم والطغيان، ليس فقط دفاعًا عن الأرض وإنما من أجل تحقيق السلام ودوامه. في هذا السياق، لم تغب دور الأندية الرياضية الوطنية كالأهلي والزمالك عن المشاركة في رؤية بطولة وطنية شاهدها ملعب الكرامة، وهو ما نسلط الضوء عليه الآن.

دور النادي الأهلي في دعم القوات المسلحة خلال نصر أكتوبر

تحولت ملاعب النادي الأهلي منذ يونيو 1967 إلى مراكز تدريب عسكرية ضرورية، إذ بادر النادي بتنظيم حملات التبرع المتعددة، كما قام بتوفير دورات تدريب للممرضات المتطوعات لدعم علاج المصابين في الحروب، مما ساعد بشكل ملحوظ في تعزيز الروح الوطنية لدى كافة أعضائه. لم يتوقف دور النادي عن الدعم فقط، بل كان له حضور مباشر في ساحات المعارك؛ إذ تبرع حوالي ثمانية آلاف من أعضائه بدمائهم خلال الأيام الأولى لحرب أكتوبر، كما شهد النادى مساهمة رموز بارزة مثل الراحل محمود الجوهرى الذي خدم كضابط في سلاح الإشارة حتى بلغ رتبة عميد، بالإضافة إلى سمير زاهر الذي التحق بالقوات المسلحة قبل اندلاع الحرب بوقت قصير، مما يعكس كيف أن النادي الأهلي كان ولا يزال حصنًا للوطن في أصعب اللحظات.

أبطال الزمالك ودعمهم الوطني في معركة الكرامة

لم يكن نادي الزمالك بعيدًا عن المشاركة الوطنية؛ فقد سجل موقفًا تاريخيًا بقيادة محمد حلمى زامورا عقب نكسة يونيو 1967، حيث استضاف نادي الزمالك فريق الإسماعيلي في ملعب ميت عقبة، موفرًا لهم أجواءً مستقرة ومساعدة متميزة للتغلب على التحديات التي واجهتها الفرق الرياضية آنذاك، وهو ما ساهم في فوز الإسماعيلي بأول لقب أفريقي للنادي المصري بعدها. لم تقتصر المساهمات على الدعم اللوجستي فقط، بل أصر أبناء الزمالك على الالتحاق بخطوط القتال، منهم حمادة إمام، صبري سراج، ومحمد عبد العزيز قابيل، الذين جسدوا روح التضحية والولاء الوطني في ساحات المعركة.

ملعب الكرامة شاهدًا على بطولة الأهلي والزمالك في نصر أكتوبر

ملعب الكرامة يشكل رمزًا حقيقيًا للتلاحم والبطولة الوطنية التي صنعها الأهلي والزمالك جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر، ففيه تداخلت دماء اللاعبين والمقاتلين، وحُفر فيه تاريخٌ لا يُنسى ليثبت كيف يمكن لأغلى القيم أن تتجسد على أرض الواقع، حيث لم تقتصر البطولة على الميدان الرياضي فقط، بل امتدت لتشمل معارك ملحمية تدل على اتحاد المصريين جميعهم في وجه العدوان. هذه القصة العميقة تمثل أكثر من لحظة انتصار عسكري؛ إنها قصة وطن كامل يكافح من أجل كرامته ويرسم مجده بأيدي أبنائه الأوفياء.