فوضى النقل العمومي.. سلوكيات شائكة تخنق راحة المغاربة وتفاقم أزمة التنقل اليومية
تزداد حدة السلوكيات غير اللائقة في وسائل النقل العمومي بالمغرب خلال ساعات الذروة، حيث يشهد الركاب تصرفات مثل البصق، الشتم، استخدام الهاتف بصوت عالٍ، والتشاجر بشكل متكرر يؤثر على راحة الجميع داخل الحافلات والترامواي. هذا التصاعد في المشاهد الفوضوية يعكس احتياجًا ملحًا لمعالجة هذه الظاهرة التي تؤثر سلبًا على تجربة التنقل.
أسباب تصاعد التصرفات السلبية في وسائل النقل العمومي بالمغرب
تعتبر أسباب السلوكيات السلبية التي يشهدها النقل العمومي بالمغرب متعددة، منها الازدحام الشديد خاصة في أوقات الذروة، حيث يتحول التنافس على المقاعد إلى صراعات تؤدي إلى مشادات كلامية قد تصل إلى التهديد والاعتداء اللفظي؛ يُضاف إلى ذلك غياب احترام قواعد التعايش والخصوصية، مما يفاقم هذه الأوضاع. فضلاً عن ذلك، يشكو الركاب من فرض البعض لموسيقاهم بصوت عالي داخل الحافلات، وسلوكيات مثل إلقاء النفايات وتناول الطعام بشكل غير لائق، وكلها عوامل تزيد من توتر الأجواء داخل وسائل النقل.
تجارب المستخدمين وتأثيرها على ثقافة التنقل في المغرب
أفادت العديد من المستخدمين أن التنقل في وسائل النقل العمومي أصبح مليئًا بالمضايقات، حيث تعرضت فاطمة لإهانات بسبب رفضها فتح نافذة الحافلة وهي مريضة، فيما عانت زينب من شعور بالحرج والعزلة بعد تعرضها لمعاملة قاسية خلال فترة الازدحام ما دفعها للنزول باكية. هذه الحوادث نقطنت واقعًا مزعجًا يعكس ضعف الانضباط واحترام الأفراد داخل الفضاءات العامة، ما يؤثر بشكل مباشر على ثقافة التنقل ويبرز الحاجة الماسة لتحسين السلوكيات داخل وسائل النقل العمومي بالمغرب.
تدابير لتحسين ثقافة التنقل وتعزيز السلوكيات داخل وسائل النقل العمومي بالمغرب
لمعالجة هذه السلوكيات التي تواجهها وسائل النقل العمومي بالمغرب، لابد من تبني مجموعة من الإجراءات التي تساهم في خلق بيئة أكثر احترامًا وأمانًا للركاب، ومنها:
- تعزيز حملات التوعية بأهمية الاحترام والمواقف الحضارية بين المستخدمين.
- تفعيل قوانين صارمة تردع التصرفات السلبية مثل الشتم والبصق واستخدام الهاتف بصوت مرتفع.
- تحسين البنى التحتية لتقليل الازدحام وتوفير وسائل راحة أكبر داخل الحافلات والترامواي.
- تشجيع السائقين على تبني أساليب الهدوء والتعامل الإنساني مع الركاب.
- إطلاق مبادرات رسمية لتعزيز ثقافة النظافة والامتناع عن إلقاء النفايات أو تناول الطعام بطريقة غير محترمة.
مع اقتراب المغرب من استضافة فعاليات دولية هامة بحلول 2030، يصبح تحسين ثقافة التنقل داخل وسائل النقل العمومي أمرًا ضروريًا يجسد التزام المجتمع والجهاز الحكومي بتوفير بيئة أكثر انضباطًا وحضارة، تعكس صورة إيجابية عن مدى التطور والالتزام في الفضاءات العامة.