ارتفاع مذهل.. سعر الذهب عيار 21 في عدن يتجاوز صنعاء بثلاثة أضعاف ويصل إلى 187 ألف ريال
تأثير انقسام العملة على أسعار الذهب في اليمن وتفاوتها الكبير
ينبع السبب الرئيسي لتباين أسعار الذهب من انقسام العملة بين شمال اليمن وجنوبه، وهو ما جعل السوقين يعملان بشكل منفصل تمامًا مع اختلافات حادة في الأسعار؛ وهذا الواقع خلّف فجوة اقتصادية كبيرة يرصدها الخبراء بقلق بالغ. د. عبدالله الصوفي، خبير اقتصادي يمني، يعزو هذا الانهيار الاقتصادي إلى أزمة مشابهة لأحداث 2015، لكن حجمه أكبر بكثير ويستهدف منظومة البلاد المالية بأكملها؛ حيث بلغ هامش ربح التجار في عدن 15,400 ريال للجرام الواحد، وهو مبلغ يفوق راتب موظف حكومي لثلاثة أشهر متتالية.
كيف يستغل التجار فجوة أسعار الذهب الواسعة لتحقيق مكاسب خيالية
التاجر أحمد الحضرمي الذي تفوق في عمله بالذهب خلال هذه الأزمة، يوثق حالات استثنائية تستغل تباين الأسعار؛ إذ يقول إن زبائن يسافرون من عدن إلى صنعاء خصيصًا لشراء الذهب بسعر منخفض ثم يعيدون بيعه في عدن بأرباح تصل إلى 126,000 ريال لكل جرام؛ ما يظهر مدى جنون أسعار الذهب المحلية بالمقارنة مع أسعار الذهب العالمية التي وصلت إلى أرقام قياسية عند 3,887 دولار للأوقية – وهي مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث. أما فاطمة العدنية، التي تم تأجيل زفافها ثلاث مرات بسبب ارتفاع الأسعار، فتعبّر عن معاناة المواطنين العاديين من هذه الأوضاع الصعبة، معتبرة أن شراء الذهب أصبح حلمًا مستحيلًا للفئات البسيطة.
آثار ارتفاع أسعار الذهب على حياة اليمنيين ومآلات الأزمة الاقتصادية
على المستوى الشعبي، ينذر ارتفاع سعر الذهب بمآسٍ إنسانية متزايدة؛ فقد اضطرت أم محمد، المعلمة المتقاعدة من صنعاء، إلى بيع قطعة الذهب التراثية التي ورثتها عن جدتها من أجل دفع فاتورة كهرباء واحدة؛ كما تتكرر مثل هذه الحالات يوميًا بين عائلات تبيع مدخراتها الذهبية وسط دموع وأحزان. يتوقع خبراء السوق أن يتحول الذهب من رمز للفرح والزينة إلى ملاذ أخير يؤمن حياة الأفقر من الانهيار الاقتصادي الكامل، حيث يحقق التجار أرباحًا مذهلة في الوقت الذي يخسر فيه المواطنون البسطاء أكثر مما يحتملون.
المدينة | سعر جرام الذهب عيار 21 (ريال) | الفارق بالنسبة لسعر عدن |
---|---|---|
عدن | 187,500 | – |
صنعاء | 61,500 | -67% |
الوضع الحالي يقف عند مفترق طرق حرج بالنسبة لليمنيين، فإما معالجة الانقسام النقدي وتوحيد أسعار الذهب والعملات، أو الاستمرار في سوق مزدوجة تتسبب في مزيد من معاناة المواطنين، ليصبح المعدن الأصفر رمزًا للالتحاق بالحياة القاسية بدلًا من الأمان الاقتصادي الذي كان يُمثله سابقًا.