تراجع مفاجئ يربك الأسواق.. سعر صرف 100 دولار مقابل الدينار العراقي اليوم يفقد قوته والعراقيون يترقبون ما سيحدث لاحقًا
تشهد الساحة الاقتصادية في العراق مرحلة دقيقة من التحولات التي تعكس تغيرات عميقة في المشهد المالي المحلي، إذ جاء الانخفاض الملحوظ في سعر الدولار أمام الدينار ليكون بمثابة مؤشر قوي على تحسن الثقة في الاقتصاد الوطني وتعافي السياسة النقدية، هذا التراجع لم يكن مجرد حدث عابر، بل يعكس مسارًا جديدًا نحو الاستقرار، حيث يرى المحللون أن استمرار النهج الاقتصادي الحالي سيعزز مكانة الدينار ويمهد الطريق لمرحلة أكثر قوة واستدامة في المستقبل القريب.
تراجع سعر صرف 100 دولار مقابل الدينار العراقي اليوم في بغداد يعزز ثقة السوق
بدأت مؤشرات انخفاض سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار 21 تظهر بوضوح في أسواق العاصمة بغداد، حيث شهدت بورصتا الكفاح والحارثية تراجعًا في سعر صرف الدولار ليسجل نحو 141 ألفًا و300 دينار بعد أن كان 141 ألفًا و500 في اليوم السابق، ويشير هذا التغير إلى زيادة المعروض من العملة الأجنبية أو ربما تدخل البنك المركزي للحفاظ على استقرار الأسعار، هذا الانخفاض له تأثير مباشر على أسعار السلع الأساسية وحركة التداول في السوق، مما يخلق مناخًا اقتصاديًا أكثر هدوءًا واستقرارًا ويسهم في تحسين القوة الشرائية للمواطنين.

أثر واضح في مكاتب الصرافة وتراجع المضاربات
لم يقتصر تأثير التراجع على الأسواق المركزية فقط، بل امتد إلى مكاتب الصرافة التي سارعت إلى خفض أسعار البيع والشراء، فقد بلغ سعر البيع 142 ألفًا و250 دينارًا لكل 100 دولار، في حين وصل سعر الشراء إلى 140 ألفًا و250 دينارًا، هذه التحركات تعكس تنافسًا أكبر بين مكاتب الصرافة وتحد من المضاربات العشوائية التي كثيرًا ما تؤدي إلى تقلبات مفاجئة في السوق، وهو ما يمنح السوق مزيدًا من الاستقرار والثقة لدى المتعاملين.
الأسواق في كردستان تتبع الاتجاه
ولم تبتعد أسواق إقليم كردستان عن هذا المسار، إذ شهدت أربيل انخفاضًا مشابهًا في الأسعار حيث وصل سعر البيع إلى 140 ألفًا و950 دينارًا مقابل 100 دولار، بينما سجل سعر الشراء 140 ألفًا و850 دينارًا، هذه الأرقام تؤكد أن السياسات النقدية التي تطبقها الحكومة والبنك المركزي تؤثر بشكل متوازن في مختلف المحافظات، ما يعزز من فرص استمرار التراجع ويشير إلى توجه وطني موحد نحو استقرار العملة المحلية.
نظرة مستقبلية إيجابية للاقتصاد العراقي
يرى الخبراء أن ما يحدث اليوم قد يمثل بداية لعصر جديد من الاستقرار النقدي في العراق، خاصة في ظل ارتفاع عائدات النفط التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد وتعزيز الاحتياطي من العملات الأجنبية، كما أن التوجه الحكومي لتقليل الاعتماد على الدولار في التعاملات الداخلية والخارجية يدعم بشكل مباشر قوة الدينار ويزيد من جاذبيته، وإذا استمرت هذه المؤشرات في التحسن فمن المرجح أن ينعكس ذلك إيجابًا على الاقتصاد الكلي من حيث خفض معدلات التضخم وتحسين مستويات المعيشة للمواطنين.
بهذا، يمكن القول إن انخفاض سعر الدولار لم يعد مجرد تغير مؤقت في الأسعار، بل خطوة استراتيجية نحو بناء نظام مالي أكثر استقرارًا وقوة، ما يضع الاقتصاد العراقي على طريق النمو المستدام ويمهد لمرحلة جديدة من الاستقلال المالي والثقة بالعملة الوطنية.