البصمة المخفية.. اكتشف كمية الكربون التي ينتجها هاتفك وتأثيرها في أجهزة آيفون الحديثة
لا يخفى على أحد أن هاتف آيفون أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، غير أن تأثيره البيئي يكشف عن أرقام مثيرة حول بصمته الكربونية المستترة خلف التكنولوجيا المتطورة؛ تقرير أبل البيئي لعام 2025 يُظهر تفاصيل دقيقة عن أضرار جهاز آيفون 17 برو وآيفون 17 برو ماكس خلال دورة حياتهما.
تحليل انبعاثات الكربون لهاتف آيفون 17 برو وطرازاته المختلفة
تشير تقديرات شركة أبل إلى أن هاتف آيفون 17 برو بسعة 256 غيغابايت يساهم في إصدار ما يقارب 64 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO₂e) عبر مراحل حياته، بدءًا من استخراج المواد الخام وحتى التخلص النهائي من الجهاز؛ أما نسخة البرو ماكس فتبلغ انبعاثاتها نحو 67 كيلوغرامًا، وترتفع حتى 134 كيلوغرامًا في طراز 2 تيرابايت الأكبر حجمًا. هذا يعني أن الأثر البيئي مرتبط بشكل مباشر بسعة التخزين؛ وهو الأمر الذي يسلط الضوء على أهمية مراعاة حجم الجهاز في تقييم الانبعاثات الكربونية.
استخدام الطاقة المتجددة والمواد المعاد تدويرها لتقليل بصمة آيفون الكربونية
على الرغم من أوجه التشابه في الأرقام مع أجهزة سابقة، تؤكد أبل التزامها بالحد من الأثر البيئي من خلال تغييرات جذرية في عمليات التصنيع؛ حيث يعتمد 40% من الطاقة الكهربائية المستخدمة في صناعة هذه الهواتف على مصادر متجددة مقدمة من موردي الشركة؛ كما أن المكونات تضم ما نسبته 30% من المواد المعاد تدويرها، تشمل 100% من الكوبالت و95% من الليثيوم المستخدمين في البطاريات. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استخدام 100% من الذهب والقصدير والنحاس في الدوائر الإلكترونية والوصلات، إضافة إلى 80% فولاذ معاد تدويره في المكونات الداخلية، و100% من العناصر الأرضية النادرة والتنغستن في المحرك اللمسي (Taptic Engine).
التغليف الذكي ودوره في تقليل انبعاثات النقل والطاقة المستهلكة
باتت أبل تعتمد على تغليفات مصنوعة بالكامل من ألياف ورقية، ما سمح بزيادة قدرة الشحن بنسبة 25% للرحلة الواحدة؛ وهذا يسهم في تقليل انبعاثات النقل وتقليل الفاقد الورقي؛ كذلك يتمتع آيفون 17 برو بكفاءة طاقة مرتفعة تجعله يستهلك طاقة أقل بنسبة 55% مقارنة بالمعايير الأمريكية لشواحن الهواتف؛ في جانب الموارد المائية، تعمل المصانع المشاركة في برنامج «المياه النظيفة» على إعادة استخدام 50% من المياه المستخدمة بحلول عام 2030، مما يعكس اهتمام أبل بتقليل الانبعاثات في مختلف مراحل التصنيع.
طراز آيفون | انبعاثات الكربون (بالكيلوغرام) |
---|---|
آيفون 13 | 64 |
آيفون 15 | 56-75 |
آيفون 17 برو (256 غيغابايت) | 64 |
آيفون 17 برو ماكس (نسخة 2 تيرابايت) | 134 |
مع ذلك، تبقى انبعاثات 64 كيلوغرامًا للهاتف الواحد رقمًا مهمًا؛ فمع بيع ملايين الأجهزة سنويًا، تصبح البصمة الكربونية هائلة؛ يظهر التراجع التدريجي في الانبعاثات مقارنة بالأجيال السابقة مثل آيفون 13 وآيفون 15 أثر توسع الشركة في تبني الطاقة المتجددة واعتماد المواد المعاد تدويرها.
تهدف أبل إلى الوصول إلى محايدة كربونية شاملة لجميع منتجاتها بحلول عام 2030؛ وذلك عبر الانتقال الكامل إلى استخدام الطاقة النظيفة، وتوسيع مبادرات إعادة التدوير، وتصميم سلاسل توريد مستدامة تحد من الانبعاثات في كل مرحلة من مراحل الإنتاج. التحديات لا تزال كبيرة بسبب تعقيدات الصناعة، واعتمادها على شبكات الإمداد العالمية، والنقل الجوي، واستهلاك البيانات، التي تمثل مصادر انبعاث يصعب السيطرة عليها كليًا؛ رغم تقدم أبل الملحوظ مقارنة بمعايير القطاع، يبقى تحقيق «آيفون بلا أثر كربوني» بحاجة إلى تحول شامل في سلوك المستهلكين وأسلوب استخدام الأجهزة، من حيث تقليل التبديل السريع واعتماد أنماط استهلاك أكثر وعيًا.