اكتشف أسرار انتصار حرب أكتوبر 73.. دور اللغة النوبية في ملحمة النصر العربي بالتفصيل
بدأت حرب أكتوبر 73 نتيجة عوامل سياسية وعسكرية معقدة فرضتها رفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة بعد نكسة 1967، مما دفع الدول العربية وخاصة مصر إلى التخطيط لعملية عسكرية مفاجئة لاستعادة السيادة وبث الروح الوطنية، حيث لعبت الأسباب الاستراتيجية دورًا رئيسيًا في إشعال هذه الحرب التي تحولت إلى ملحمة عربية تستحق التذكر.
أبرز أسباب حرب أكتوبر 73 وتداعياتها السياسية والعسكرية
ترجع أسباب حرب أكتوبر 73 إلى تداعيات هزيمة 1967، حين سيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وكانت محاولات مصر لاسترجاع أراضيها بالطرق الدبلوماسية مثل مفاوضات سويسرا 1968 قد قوبلت بالرفض الإسرائيلي القاطع، وهو ما جعل التوتر يزداد والتفكير العسكري يتصاعد. يؤكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن إسرائيل زادت من استعداداتها العسكرية بشكل ضغط على مصر وسوريا لتوحيد جهودهما لشن هجوم مفاجئ ومرتّب. ورغم الدعم الدولي العميق الذي كانت تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة، تزايدت الرغبة العربية في القصاص واستعادة الحقوق المغتصبة، ما أوجد حالة من التضامن العربي أعطت دفعة معنوية وعسكرية لمصر وسوريا. من الجوانب التي ساعدت في النصر كانت الحنكة القتالية المصرية، والسرية التامة للخطط، واستراتيجية الخداع التي صاغها الجيش، فضلًا عن الروح المعنوية العالية التي انعكست في شعار «إما النصر أو الشهادة». أحد الأسرار الغريبة للانتصار كان استخدام اللغة النوبية كلغة شفرة في الاتصالات العسكرية، وهي فكرة قدمها الجندي النوبي أحمد إدريس، إذ حالت هذه الطريقة دون تمكن العدو من فك شفرة الرسائل، مما أربك الجيش الإسرائيلي وأسهم بشكل كبير في تحقيق عنصر المفاجأة.
ملخص تفاصيل حرب أكتوبر 73 وانطلاقتها المفاجئة
انطلقت حرب أكتوبر 73 في الثانية ظهرًا يوم السبت 6 أكتوبر، بهجوم منسّق ومفاجئ من القوات المصرية والسورية على جبهتي سيناء والجولان، حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح، وتمكنت من تحطيم خط بارليف الذي كان يُعد من أقوى التحصينات العالمية، ثم تقدمت بعمق في أراضي سيناء. على جبهة هضبة الجولان، شنت القوات السورية هجومًا قويًا على المواقع الإسرائيلية، مما أحدث صدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي غير المتوقع لهجوم في هذا التوقيت الدقيق. استمرت المعارك الشرسة قرابة 18 يومًا، أظهرت خلالها قدرات ومهارات الجندي المصري والعربي في القتال رغم تفوق العدو التكنولوجي والعسكري، وانتهت القتال بإصدار مجلس الأمن للقرار رقم 338 في 22 أكتوبر، معلنًا وقف إطلاق النار وإيقاف العمليات العسكرية.
نتائج حرب أكتوبر 73: تغيير موازين القوى وتحقيق مكاسب استراتيجية
ساعدت نتائج حرب أكتوبر 73 في إعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري العربي-الإسرائيلي بعد سنوات من الاحتلال، حيث تمثلت النتائج في:
- استعادة مصر جزءًا كبيرًا من السيطرة على شبه جزيرة سيناء، مما مهد لانطلاق مفاوضات السلام التي كان لها أثر كبير لاحقًا.
- تمكنت سوريا من استرجاع بعض أجزاء هضبة الجولان، وهو ما أحيا الأمل بإعادة الأراضي العربية المحتلة.
- تراجع الأسطورة التي رافقت الجيش الإسرائيلي باعتباره لا يُقهَر، وتعزيز ثقافة النصر لدى الجيوش العربية.
- رفع الروح المعنوية لدى الشعوب العربية بعد هزيمة 1967 وشحذ الثقة بالكفاءات العسكرية للبلدان العربية.
- أجبرت الحرب القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على التدخل السياسي لوقف النزاع وإعادة تنظيم الوضع الإقليمي.
- قام الرئيس الراحل أنور السادات بخطوة غير مسبوقة بزيارة إلى الكنيست الإسرائيلي، لتثبيت السلام من موقع قوة ونصر.