اكتشف الكنوز.. رحلة إلى جزر الكويت تكشف أسرار الطبيعة والتاريخ الخفية

تعد جزر الكويت من الوجهات الفريدة التي تجمع بين أسرار الطبيعة وأصالة التاريخ، مما يجعل زيارة هذه الجزر تجربة لا تضاهى لمحبي الرحلات البحريّة والباحثين عن هدوء بعيدًا عن صخب المدينة، حيث تنسجم المياه الزرقاء الصافية مع الشواطئ الرملية المخملية، وتتفرد كل جزيرة بجمالها الخاص وكنوزها الثقافية والتاريخية.

أفضل دليل سفري لطبيعة وتاريخ جزر الكويت الساحرة

تُعتبر جزر الكويت ملاذًا ممتازًا للابتعاد عن الضوضاء اليومية، إذ تقدم مغامرات بحرية متنوعة تشمل الغوص وسط الشعاب المرجانية ورحلات الصيد الممتعة، إلى جانب الاستجمام على شواطئ هادئة تحيط بها الطبيعة البكر، ما يجعلها خيارًا محببًا لعشاق البحر والطبيعة على حد سواء، فالذكريات التي تتركها هذه الجزر لا تُنسى بفضل البيئة الهادئة والهواء النقي الذي ينعش الروح.

جولة شيقة في جزيرة فيلكا التاريخية والطبيعية في جزر الكويت

تُعد جزيرة فيلكا من أقدم المناطق المأهولة في الخليج العربي، إذ تضرب بجذورها في عمق التاريخ عبر آثار الإغريق ومعبد الإله اليوناني ‘أبوللو’، إلى جانب المنازل الطينية القديمة التي تحكي قصة حياة البدو والصيادين القدامى، وتجمع الجزيرة بين أهميتها الأثرية وطابعها البحري الجذاب، فهي مناسبة للغواصين والعائلات الباحثة عن هدوء الشواطئ والمياه النقية، وتبدأ رحلة الوصول إليها برحلة قصيرة بالقوارب من مدينة الكويت، حيث يتيح التجول في قرىها القديمة زيارة ‘بيت الشيخ عبد الله السالم’ الذي يعكس التراث الكويتي. يُنصح بزيارة فيلكا خلال الربيع أو بداية الشتاء، عندما يكون الطقس معتدلاً ومناسبًا للأنشطة الخارجية والتصوير الفوتوغرافي.

طبيعة لا مثيل لها وجمال بري في جزيرة بوبيان ضمن جزر الكويت

تقع جزيرة بوبيان عند الشمال الكبير للكويت، وتعتبر أكبر جزر الكويت وأكثرها نقاءً بمناظرها الطبيعية، فهي موطن للعديد من الطيور المهاجرة مثل الفلامنجو والبط البري، ما يجعلها وجهة مفضلة لهواة مراقبة الطيور والتصوير الفوتوغرافي، حيث لم تطلها يد العمران الحديث، فالمستنقعات المالحة والكثبان الرملية تخلق بيئة مثالية لأنواع متعددة من النباتات والحيوانات، والوصول إلى الجزيرة يحتاج إلى قارب خاص مما يضيف إلى تجربة المغامرة، ويمكن استكشاف الجزيرة سيرًا على الأقدام أو التخييم وسط الطبيعة، أفضل أوقات الزيارة تكون بين نوفمبر ومارس بفضل اعتدال الجو وارتفاع أعداد الطيور المهاجرة، ما يكشف جانبًا مختلفًا من جزر الكويت بعيدًا عن الزحام والتلوث.

مغامرات بحرية وسياحية في جزر الكويت بين قاروه وأم المرادم وجليعة

تتميز جزيرة قاروه الصغيرة جنوب الكويت بشعابها المرجانية النقية وأجوائها المثالية لمحبي الغوص، إذ تستقبل الغواصين من جميع أنحاء العالم برؤى ساحرة للأسماك والسلاحف البحرية، مع تنظيم رحلات بالقوارب السريعة لتصل إلى هذه الجنة البحرية، وتحافظ السلطات على بيئة الجزيرة بقوانين صارمة لحماية الشعاب المرجانية من التلوث والصيد الجائر، ويُفضل زيارتها في الربيع والصيف للاستمتاع بالمناخ الدافئ.

في الجنوب، تحمل جزيرة أم المرادم خصوصية بعمق مياهها الذي يسمح بسفن الرسو قرب الشاطئ، وظلت عبر الزمن محطة مهمة لصيد اللؤلؤ والتجار، وتحظى بشواطئ رملية واسعة توفر أجواء من الخصوصية والهدوء في رحلات الصيد والسباحة والتخييم، مع تغير مناخها حسب الفصول مما يجعلها مناسبة طوال العام بأنشطة مختلفة.

أما جزيرة جليعة فتُعتبر واحة صغيرة تحيط بها مياه صافية وشواطئ رملية ناعمة، تتيح للزائر الاسترخاء والسباحة أو الغوص الخفيف، كما تقدم فرصًا للتخييم تحت نجوم الليل البهيجة بعيدًا عن الازدحام، ويعد الربيع والشتاء أفضل المواسم لزيارتها لما تتمتع به من طقس معتدل ومريح.

تُعتبر جزر الكويت بمختلف أنواعها ملاذًا طبيعيًا وتاريخيًا متكاملًا لعشاق البحر والطبيعة على حدّ سواء، فكل جزيرة تحمل طابعًا خاصًا بين الأسرار البحرية والآثار التاريخية المنعشة، ما يمنح الزائر فرصة لعيش تجارب متعددة تجمع بين المغامرة والاسترخاء وسط مناظر خلابة وأنشطة شيقة، فتصبح رحلتك إلى جزر الكويت محفورة في الذهن برصيد غني من الذكريات.