توتر متصاعد قبل المواجهة الحاسمة أمام جماهير جدة

بدأ المقاتل السعودي أحمد مكي مسيرته في عالم الفنون القتالية المختلطة بابتكار وتحويل هذه الرياضة من مجرد هواية إلى ميدان احترافي، حيث أصبح رمزًا ونموذجًا في السعودية لهذا الفن القتالي الفريد عبر مراحل عدة.

رحلة أحمد مكي في الفنون القتالية المختلطة وتأسيس فرق رياضية

انطلقت مسيرة مكي عام 1999 في رياضة الساندا التي ساعدته على تنمية مهاراته الأساسية، ثم دخل عالم الفنون القتالية المختلطة عام 2006 عبر فرصة تدريب مع مقاتل محترف في جدة، ما كان نقطة تحول مهمة في حياته الرياضية، إذ تعاون بعد ذلك مع محمد النجار لتأسيس فريق «سبايدر» عام 2008 بهدف احتضان هذه الرياضة المتطورة التي كانت في بداياتها في السعودية؛ رغم التحديات وقلة الدعم، إلا أن الفريق سرعان ما جذب شريحة واسعة من الشباب السعودي الشغوف بهذه الرياضات القتالية.

تطوير المهارات والبطولات المحلية والدولية في مسيرة أحمد مكي

لم يكتفِ مكي بالمستوى المحلي، بل سعى لتطوير مهاراته في عام 2012 بالسفر إلى الولايات المتحدة والدخول في تدريب مكثف مع أندية عالمية مثل بلاك هاوس وكينغز مع المدرب البرازيلي رافائيل كورديرو، وتحولت هذه الفترة التي استمرت أربع سنوات إلى نقلة نوعية حقيقية في أدائه؛ وعند عودته شارك لأول مرة في منظمة «ديزرت فورس» الأردنية عام 2014 بجدة، وهي خطوة عززت مكانته على الساحة العربية، ثم أسس بطولة «إس في سي» للهواة عام 2017 في جدة، التي دعمها وتمولها شخصياً قبل أن يُسهم في تأسيس الاتحاد السعودي للفنون القتالية المختلطة، حيث حقق إنجازات منها الفوز بلقب بطولة أوروبا للجوجيتسو في روما عام 2016 رغم غياب الدعم الرسمي.

دور أحمد مكي في تدريب وتوعية المقاتلين السعوديين ومشاركاته الأخيرة

إلى جانب كونه مقاتلاً، بدأ مكي تدريب الأجيال منذ 2010، وأنشأ أكاديمية خاصة لتدريب الفنون القتالية المختلطة، مع تركيزه حالياً على توعية الجمهور ومتابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي كمحلل رياضي ومثقف؛ هذا جعل دوره يتجاوز الحلبة إلى بناء قاعدة قوية للرياضة في السعودية. وجاءت مشاركاته الأخيرة في نادي «برايف» بجدة عام 2018، لكن جائحة كورونا أوقفت نشاطاته مؤقتاً حتى عاد بنزال استعراضي في مايو 2024 بمواجهة المصري هشام النمر، مؤكداً حماسه للقتال بين أرضه وجمهوره، وهو موقف يعكس روح التحدي التي ميزت مسيرته واصراره المستمر لدعم ورعاية الفنون القتالية المختلطة في المملكة.

يمكن تلخيص الأسس التي جعلت من أحمد مكي نموذجاً بارزاً في الفنون القتالية المختلطة السعودية في النقاط التالية:

• تحويل هواية إلى مسيرة احترافية ومنظمة
• تأسيس فريق وبطولات محلية لتطوير الرياضة
• السفر للتدريب الدولي مع محترفين لتعزيز المهارات
• تقديم إنجازات فردية وأسطورة محلية
• دعم وتدريب جيل جديد ورفع الوعي الرياضي للرياضة

يُعد أحمد مكي من الرواد الذين تحدوا الظروف وقلة الدعم في بدايات الفنون القتالية المختلطة في السعودية، ومثّل بجدارة صوتاً قوياً للرياضة عبر مسيرة مليئة بالعزيمة والنجاحات. بفضل جهوده، تطورت هذه الرياضة وتوسعت بشكل ملحوظ، حاملة معها آمال المقاتلين السعوديين الذين يسعون لحصد الميدان المحلي والدولي.