أسعار النفط تنخفض مع زيادة المعروض واستئناف صادرات كردستان

تراجعت أسعار النفط العالمية الثلاثاء، متأثرةً بتوقعات زيادة المعروض من تحالف “أوبك+” واستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، ما أثار قلق الأسواق من فائض في الإنتاج وضعف في الطلب العالمي. يأتي هذا التراجع بينما يراقب المتعاملون أثر هذه التطورات على أسعار الخام وأداء السوق بشكل عام.

تأثير زيادة المعروض على تراجع أسعار النفط العالمية

شهدت أسعار النفط انخفاضًا واضحًا مع توقعات تحالف “أوبك+” لرفع حجم الإنتاج خلال نوفمبر، بعدما زادت تركيا صادرات الخام من كردستان العراق لأول مرة منذ عامين ونصف؛ ما رفع المخاوف من فائض المعروض في الأسواق العالمية. ويشير هذا التراجع إلى حالة من عدم الاستقرار في السوق، حيث تتغير المعطيات بشكل سريع متركزة على حجم الإنتاج وقوة الطلب، في ظل تحديات اقتصادية متعددة تؤثر على مستوى الاستهلاك.

أداء العقود الآجلة وتأثير استئناف صادرات كردستان على أسعار النفط

تراجع عدد من العقود الآجلة للنفط بشكل ملحوظ ما بين يوم وآخر، مع حدة أثر زيادة المعروض، حيث:

• انخفض خام برنت تسليم نوفمبر بمقدار 94 سنتًا، أي ما يعادل 1.38%، ليصل سعر البرميل إلى 67.03 دولاراً
• تراجع عقد ديسمبر الأكثر تداولًا بمقدار 1.11 دولار بنسبة 1.65%، ليهبط إلى 65.98 دولارًا
• سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا بمقدار 1.10 دولار، بنسبة 1.73%، ليصل إلى 62.35 دولارًا للبرميل

ويُذكر أن أسعار النفط فقدت أكثر من 3% بشكل متتابع أمس الاثنين، وهي أكبر خسارة يومية منذ بداية أغسطس؛ ما يعكس تأثير المخاوف المتصاعدة من فائض المعروض وسط تباطؤ الطلب.

عوامل الضغط على السوق واستراتيجية “أوبك+” في مواجهة تراجع الأسعار

يناقش تحالف “أوبك+” خلال اجتماعه المقبل رفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا لشهر نوفمبر، مع احتمالية وصول الزيادة إلى 500 ألف برميل إذا اتفق الأعضاء على ذلك. هذه الخطوة تستهدف تحميل المعروض مزيدًا من النفوذ، لكنها في الوقت ذاته يمكن أن تضغط على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج لديهم. إلى جانب ذلك، يعزز استئناف صادرات إقليم كردستان عبر خط أنابيب تركيا المعروض من النفط، مما يحمل السوق على مزيد من الحذر.
ويشمل نطاق الضغوط استمرار المخاوف من ضعف الطلب العالمي وتأثير الهجمات على المنشآت الروسية في أجواء اضطراب مستمر. وهذا يعكس حالة التوازن الهش بين العرض والطلب التي تحكم تحركات الأسعار، حيث تبرز أهمية المجلس المقبل لـ”أوبك+” كعامل رئيسي في رسم مسار سوق الطاقة خلال الفترة القادمة.