ارتفاع قياسي.. أسعار الذهب في السوق السورية تتجاوز 20 ألف ليرة وتثير الاحتجاجات الشعبية
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا طفيفًا صباح الخميس 2 تشرين الأول، حيث ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطًا بمقدار 20 ألف ليرة مقارنة بسعر الأربعاء الذي بلغ مليون و250 ألف ليرة؛ ما يعكس تأثيرًا واضحًا لتغيرات السوق المالية على قيمة الذهب بالمقابل المحلي.
نوع الذهب | سعر البيع (ليرة سورية) | سعر الشراء (ليرة سورية) |
---|---|---|
عيار 21 قيراطًا | 1,270,000 | 1,250,000 |
عيار 18 قيراطًا | 1,090,000 | 1,070,000 |
أسباب ارتفاع أسعار الذهب وارتباطها بتراجع الدولار
يعود ارتفاع أسعار الذهب بشكل رئيسي إلى ضعف الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، حيث يؤهل توقع تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية عززًا الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ إضافة إلى قيام البنوك المركزية بزيادة احتياطياتها وسط مخاوف جيوسياسية تتصاعد. ويرى المستشار الاقتصادي زياد عربش أن أونصة الذهب حققت مكاسب فاقت 35% خلال 2025 حتى الآن، مع احتمال استمرار الصعود بسبب هذه العوامل ومخاوف تتعلق باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. في الوقت ذاته، تظهر الفروقات جليّة بين الاقتصاد السوري والعالمي؛ فبينما يسجل الذهب ارتفاعًا عالميًا، ينعكس على السوق المحلية بشكل أقوى نتيجة تراجع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، وهو أمر لم يتطابق مع توقعات بعض خبراء الاقتصاد الذين راهنوا على تعافي الليرة بفعل انخفاض الدولار.
مستقبل الدولار وتأثيره المباشر على أسعار الذهب في الأسواق المحلية والدولية
شهد الدولار الأمريكي هبوطًا ملحوظًا خلال الأشهر التسعة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر هذا التراجع حتى نهاية 2025، مع احتمال حدوث ارتدادات طفيفة لا تعوض خسائر الدولار الأساسية. ويرتبط ذلك بتوقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بجانب تأثيرات التعرفة التجارية العالمية. وسط ذلك كله، تبقى الأسواق في حالة من الحذر، بانتظار بيانات سوق العمل الأمريكية والتي قد تحدد توجهات سياسات الفائدة المستقبلية. تشمل العوامل المؤثرة:
- تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
- تأثيرات التعرفة التجارية العالمية على الاقتصاد
- حذر الأسواق تجاه تحديثات سوق العمل الأمريكية
تراجع الذهب عالميًا وسط تقلبات سوق الدولار ومخاوف السياسات الأمريكية المستقبلية
على الصعيد الدولي، شهد الذهب انحدارًا بسيطًا الخميس بعد تسجيله أعلى مستوياته في الجلسة السابقة، حيث تذبذب السعر جراء عمليات جني الأرباح وارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي؛ لكنه ظل محتفظًا بدعم معتدل نتيجة التوقعات التي تواصلت بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة وحالة عدم اليقين السياسي المستمرة. وأوضحت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية أن الذهب في سوق المعاملات الفورية انخفض بنسبة 0.2% مسجلاً 3,858.5 دولار للأونصة، بينما هبطت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% إلى 3,883.60 دولار. أما باقي المعادن الثمينة، فشهدت تحركات متباينة؛ حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.5% إلى 47.07 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1,552.05 دولار، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 1% مسجلًا 1,256.93 دولار للأونصة.
تمثل هذه التحولات مزيجًا معقدًا بين عوامل اقتصادية وسياسية تؤثر بصورة مباشرة على أسعار الذهب محليًا وعالميًا، مما يجعل التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب مرتبطة بشكل وثيق بمسار الدولار وأداء الاقتصاد الأمريكي الذي يعد المحرك الأساسي لهذه السوق الحيوية.