إقبال كبير على الكريبتو في سوريا .. تزايد ملحوظ رغم المخاطر القانونية وغياب الضمانات
يشهد سوق الكريبتو في سوريا اهتمامًا متزايدًا رغم غياب الضمانات القانونية والتنظيمية التي تحكم هذا النوع من التداول، حيث يلجأ الكثير من المواطنين إلى تداول العملات المشفرة كوسيلة للحفاظ على مدخراتهم في ظل تدهور قيمة الليرة السورية وتحديات السيولة المستمرة. يعتمد المتداولون على وسطاء محليين ومنصات رقمية عالمية للوصول إلى هذه الأصول الرقمية التي تحمل مخاطر عالية، مما يثير جدلًا كبيرًا بين من يرونها ملاذًا ماليًا جديدًا وبين من يحذرون من تداعياتها القانونية والاقتصادية.
توسع تداول العملات المشفرة في سوريا وأهم منصاتها
يشهد تداول العملات المشفرة في سوريا انتشارًا واسعًا، إذ يعتمد المتعاملون على مجموعات في تطبيق “تليغرام” يرابط بينها نظام P2P، بالإضافة إلى وسطاء محليين في مدن مثل دمشق وحلب واللاذقية، حيث يتم تنفيذ الصفقات بشكل مباشر. كما يلجأ العديد إلى منصات عالمية مثل “بينانس” مستعملين الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) لتجاوز العقبات التقنية والقيود المفروضة. تعتبر عملة تيثر (USDT) على شبكة “ترون” الأكثر انتشارًا بين المستخدمين، بفضل استقرارها وسهولة تحويلها بتكاليف منخفضة، بينما يُفضل البعض البيتكوين كأداة للتحوط على المدى الطويل ولتخزين القيمة وسط تقلبات السوق.
مبادرات إصدار ليرة رقمية وتنظيم سوق الكريبتو في سوريا
خلال أوائل عام 2025، برزت مقترحات بحثية تدعو إلى تقنين سوق العملات المشفرة وإصدار ليرة رقمية مدعومة بالذهب والدولار والبيتكوين، بهدف الاستفادة من طاقات التعدين غير المستخدمة وتعزيز الاقتصاد الرقمي. تهدف هذه المبادرات إلى تنظيم تداول العملات المشفرة بما يتيح توظيف التكنولوجيا المالية الحديثة مع تقليل المخاطر المرتبطة، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه السوريين. يقدم هذا الطرح فرصة لترسيخ إطار قانوني يتعامل مع تقلبات السوق ويوفر حماية للمستثمرين.
مخاطر التداول والنظرة الرسمية لمستقبل العملات الرقمية في سوريا
حذر مصرف سوريا المركزي من التعامل بالعملات الرقمية، مؤكدًا أنها ليست عملات قانونية ولا تخضع لأي إشراف رسمي، بل تُعتبر أصولًا افتراضية مكونة من أكواد رقمية تُتداول إلكترونيًا، وتحوي العديد من المخاطر التي يجب توخي الحذر منها. تتجلى هذه المخاطر في غياب الأطر القانونية، مما يفتح المجال لاستغلال العملات في أنشطة غير مشروعة ويعرض المتعاملين لاحتمالية الملاحقة القانونية مع صعوبة استعادة الأموال في حالة الخسائر. كما أن سوء استخدام المنصات الإلكترونية، وانتشار عمليات النصب والقرصنة التي تستهدف المحافظ الرقمية، تزيد من فرص الخسائر المالية الكبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تتسم العملات الرقمية بتقلبات سعرية حادة قد تؤدي إلى خسائر فادحة في غضون فترات قصيرة، خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وأوضح المركزي أن مسؤولية أي خسائر تقع على عاتق المتداولين الذين قد يتأثرون بالعروض الوهمية التي تعد أرباحًا سريعة وغير مضمونة. رغم ذلك، يشير خبراء اقتصاديون إلى أن تداول الكريبتو أصبح أداة بديلة تمكن السوريين من مواجهة الضغوط الاقتصادية، حيث توفر هذه العملات الرقمية فرصًا للاستثمار وإدارة الأموال وتحويلها بحرية داخل وخارج البلاد، بعيدًا عن القيود البنكية والتحويلية التقليدية.
العملة | الشبكة الأكثر استخدامًا | ميزة رئيسية للمستخدمين |
---|---|---|
تيثر (USDT) | ترون | الاستقرار وتكاليف التحويل المنخفضة |
بيتكوين (BTC) | الشبكة الأصلية للبيتكوين | التحوط طويل الأمد وحفظ القيمة |