استراتيجية متجددة.. مستقبل «سيتى سكيب» بعد تراجع أعداد الزائرين وانسحاب الكبار يتصدر الجدل

شهد معرض «سيتى سكيب مصر 2025» تراجعًا ملحوظًا في الحضور والإقبال الشرائي، وهو ما يعكس حالة التباطؤ التي تشهدها السوق العقارية، بالرغم من الحملات الترويجية المكثفة والعروض الحصرية التي قدمتها شركات التطوير، والتي شملت خطط سداد مرنة تصل إلى 13 عامًا وإلغاء المقدمات، إلا أن النتائج جاءت دون التوقعات، ما يفتح نقاشًا حول مصير وحيوية هذا الحدث العقاري الأبرز في مصر.

تراجع الحضور والإقبال في معرض سيتى سكيب مصر وتأثير السوق العقارية

تؤكد تقارير شركات التطوير العقاري المشاركة أن الحضور الجماهيري والمعروضات الشرائية خلال معرض سيتى سكيب مصر شهدت انخفاضًا واضحًا مقارنة بالسنوات الماضية، رغم جهود الترويج والحملات المكثفة التي سبقت الحدث، والعروض الحصرية المقدمة، إلا أن حالة التباطؤ التي تمر بها السوق العقارية أثرت بشكل كبير على الإقبال، ويربط كثير من المسؤولين ذلك بتراجع القدرة الشرائية المحدودة وارتفاع الأسعار، إضافة إلى رغبة المستهلكين في التريث بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي. بعض المسؤولين أشاروا إلى أن طبيعة المعرض تميل أكثر إلى التسويق الدعائي وبناء العلامة التجارية، وليس التركيز على البيع المباشر، خاصة بعد تحسن التنظيم وتقليل ضغوط شركات التسويق العقاري التي كانت تسبب مضايقات في السنوات الماضية.

آراء مطوري العقارات حول أداء المعرض وتأثير استقرار العملة

يرى محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، أن مبيعات الشركات خلال المعرض تراوحت بين الضعيفة والمتوسطة، معتبراً أن الانخفاض في الطلب يعود إلى حالة التشبع في السوق نتيجة للبيع المكثف خلال العامين الماضيين؛ كما أوضح أن استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه أثر سلبًا على حجم الطلب، بعكس فترات سابقة شهدت ارتفاعات متوالية في العملة الأجنبية التي دفعت المشترين للتحوط. ومن جهة أخرى، أفاد بعض المطورين بأن الحجوزات لم تتجاوز 50 إلى 60٪ من المتوقع، معربين عن أن ضعف الإقبال مرتبط بسوق يعاني من تحديات كبيرة أبرزها ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، مؤكدين عدم القدرة على الفصل بين أداء المعرض والوضع العام للسوق العقارية. كما لوحظ أن تكاليف المشاركة في المعرض ارتفعت، مضافًا إليها التكاليف المرتبطة بتجهيز الأجنحة، مما زاد العبء على الشركات ودعا المنظمين لإعادة النظر في الأسعار والخدمات المقدمة.

نجاحات وانتقادات شركات التطوير في سيتى سكيب مصر 2025

على الجانب الآخر، أعلنت عدة شركات عقارية تحقيقها نتائج إيجابية في معرض سيتى سكيب مصر، مثل شركة الأهلي صبور التي سجلت مبيعات تجاوزت 400 مليون جنيه ونجاح مشروع ten islands بتجاوز مستهدفاته البيعية بنسبة 150٪. ويعود هذا النجاح إلى محفظة متنوعة من الوحدات التي تلبي احتياجات شرائح مختلفة، بالإضافة إلى الخدمات والمرافق المتكاملة. وشدد الدكتور معتز شلبي، الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري بشركة سلام العقارية، على أن نجاح المشاركة يعتمد على استعداد الشركات وتنوع المشروعات المعروضة، معتبرًا أن الدورة الحالية جاءت أفضل من السنوات السابقة من حيث المبيعات والتنظيم، وأكد أن المعرض يمثل أداة تسويقية مهمة لبناء العلامة التجارية، وليس مجرد منصة للبيع المباشر، مشيرًا إلى أن نسبة تكلفة المشاركة مقارنة بالمبيعات تعتبر إيجابية. كما أوضح تطور أداء فرق شركات التسويق العقاري التي أصبحت أقل إزعاجًا للزوار، ما ساعد على زيادة المبيعات المباشرة للمطورين بنسبة 50-60٪. بينما اتفقت معه راندا منير، رئيس قطاع التسويق بشركة ليفينج يارد، مؤكدة أن التنظيم الأفضل لمشاركة شركات التسويق كان مطلبًا أساسيًا من المطورين لتقليل المنافسة التي تضغط على الفرق الأساسية للمبيعات داخل الشركات.

الشركة المبيعات خلال المعرض (مليون جنيه) نسبة تجاوز الهدف البيعي إجمالي المبيعات 2025 (مليار جنيه) الهدف السنوي (مليار جنيه)
الأهلي صبور 400 150٪ (في مشروع ten islands) 27 32

ومع ذلك، شهدت الدورة انسحاب عدد من الشركات الكبرى التي اعتادت المشاركة، حيث فضل بعضها المشاركة في النسخة العالمية من سيتى سكيب التي تنعقد بالرياض، لتحقيق انتشار إقليمي ودولي أفضل، خاصة مع تباطؤ السوق المحلية، بينما أشار شلبي إلى أن هذه الشركات تعتمد الآن على قاعدتها المستقرة من العملاء وتروج لمشروعاتها عبر الوساطة بدلاً من المشاركة المباشرة. الأمر الذي يجعل معايير النجاح في المعرض تتغير ويحتاج المنظمون إلى مواكبة هذا التحول لضمان استمرارية الحدث والحفاظ على مكانته وسط تحديات السوق المتقلبة.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة