ارتفاع غير مسبوق.. أسعار الطماطم في مصر تتصاعد حتى نوفمبر بسبب الفاصل الزراعي
تشهد الأسواق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الطماطم خلال الفترة الحالية، ويُتوقع استمرار هذا الاتجاه حتى نهاية أكتوبر 2025، نتيجة الفاصل الزراعي بين العروتين الصيفية والشتوية الذي يؤثر على حجم المعروض، مما قد يدفع سعر الكيلو إلى 30 جنيهًا. يأتي هذا الارتفاع في ظل عدة عوامل متشابكة تؤثر على توافر الطماطم وأسعارها في السوق المحلي.
العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق المصرية
يأتي ارتفاع أسعار الطماطم في مصر متأثرًا بمجموعة من العوامل الزراعية والمناخية والاقتصادية التي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد الكميات المعروضة وأسعارها؛ حيث يؤثر نوع التربة وجودتها، إضافة إلى كمية المياه المستخدمة في الري، واستخدام الأسمدة والمبيدات على إنتاج المحصول وجودته. كما تساهم الدورة الزراعية وتوقيت الزراعة في تغير العرض بين المواسم المختلفة.
من الناحية المناخية، تلعب درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة دورًا مهمًا، فضلًا عن الأمطار أو فترات الجفاف التي تتسبب في تأثر المحصول؛ كما تؤدي موجات الحر الشديدة إلى زيادة نسبة الهالك. أما العوامل الاقتصادية فتشمل تكلفة الإنتاج من أسمدة ونقل وعمالة، إضافة إلى توازن العرض والطلب وسياسات الدعم الحكومية والتصدير والاستيراد.
لا تقتصر الأسباب على العوامل التقنية والاقتصادية فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والسلوكية مثل توجه المستهلكين وأنماط استهلاكهم، إضافة إلى عزوف بعض المزارعين عن زراعة الطماطم بسبب تذبذب الأسعار. كما يؤثر الفاصل بين العروات الزراعية وتوقيت الحصاد والمواسم كرمضان والأعياد والمدارس على حركة الأسعار في الأسواق.
الأسباب الرئيسية وراء استمرار ارتفاع أسعار الطماطم في مصر بسبب الفاصل الزراعي
ترجع أسباب استمرار ارتفاع أسعار الطماطم إلى الفترة الانتقالية التي تعرف بالفاصل الزراعي بين العروتين الصيفية والشتوية، والتي تمتد عادة بين 15 و20 يومًا. تتراجع خلالها كمية المحصول المعروض في الأسواق، ما يرفع الأسعار بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض أسعار الطماطم سابقًا إلى عزوف عدد من المزارعين عن زراعتها، مما خفض كمية الإنتاج.
تشكل موجات الحر خلال فصل الصيف أحد أهم العوامل التي تؤثر على جودة المحصول، فتتسبب في زيادة نسبة الهالك وبالتالي تقليل الكمية الصالحة للبيع. خلال سبتمبر فقط، سجلت الأسعار ارتفاعًا تجاوز 60% في عدد من المناطق، حيث كانت تتراوح بين 10 و25 جنيهًا للكيلو.
مصر تزرع سنويًا نحو 500 ألف فدان من محصول الطماطم، ينتج منها أكثر من 6.5 مليون طن، يُستهلك منها محليًا حوالي 6 ملايين طن، ويُصدر نحو 150 ألف طن سنويًا. لكن الانخفاض المؤقت في المعروض أسهم بشكل مباشر في زيادة الأسعار، خاصة خلال هذه الفترة الحرجة.
نصائح هامة للمستهلكين والمزارعين للتعامل مع ارتفاع أسعار الطماطم
للمستهلكين، يُنصح بشراء الطماطم بكميات معتدلة لتجنب الهدر، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار؛ كما يُفضل البحث عن بدائل مؤقتة مثل الطماطم المجففة أو المعلبة لاستعمالها في الطهي. متابعة الأسعار بين مناطق مختلفة تساعد على الحصول على أفضل الأسعار المتاحة، إلى جانب حفظ الطماطم بطريقة صحيحة تزيد من مدة صلاحيتها وتقلل الفاقد.
أما المزارعون، فعليهم الاستعداد مبكرًا للعروة الشتوية لضمان دخول المحصول في الوقت المناسب للأسواق، مع متابعة التغيرات المناخية لتقليل الهالك. الاستثمار في تقنيات الزراعة الحديثة يرفع من جودة وإنتاجية المحصول، إضافة إلى التعاون مع جمعيات زراعية وتسويقية يضمن تحقيق سعر عادل عند البيع.
- اشترِ كميات مناسبة من الطماطم لتفادي الفاقد والهدر
- ابحث عن بدائل مؤقتة كالطماطم المجففة أو المعلبة
- راقب أسعار الطماطم في المناطق المختلفة للاستفادة من التفاوت
- احفظ الطماطم بشكل صحيح لزيادة فترة صلاحيتها
- استعد مبكرًا لزراعة العروة الشتوية
- تابع الظروف المناخية وتأثيرها على المحصول
- استثمر في تقنيات الزراعة الحديثة لتحسين الإنتاجية
- تعاون مع جمعيات تسويقية لضمان أسعار عادلة