الأزهر للفتوى يحذر قبل لقاء القمة.. التعصب الرياضي والسب حرام ومخالف للقيم الإسلامية
معايير الإسلام في مواجهة التعصب الرياضي تمثل حماية حقيقية للنسيج الاجتماعي، إذ نصت أحكام الشريعة على مشروعية ممارسة الرياضة والشغف بها بشرط الالتزام بضوابط تعكس روح الاحترام والعدل، فتلك توجيهات تضمن حفظ الدين، والنفس، والمال، والوقت، وصيانة سلامة الجميع خلال التنافس.
ضوابط ممارسة الرياضة في الإسلام للحفاظ على القيم الأخلاقية
حين أباح الإسلام الرياضة وجعل السعي للقوة البدنية واللياقة أمرًا محمودًا، وضع ضوابط ممارسة الرياضة في الإسلام تمنع أي انحراف أخلاقي أو سلوكي قد ينجم عنها؛ فاستمر حكم الجواز طالما لم تُهدر تلك الضوابط، إذ تتحول الممارسات الرياضية إلى مصدر فتنة وفرقة حال تجاهلها. وجود هذه القواعد أكد ضرورة عدم المساس بأي قيمة من قيم الوحدة والتكاتف الاجتماعي، فما أن يظهر ما يهدد وحدة الصف بين الجماهير أو اللاعبين حتى يكون ذلك مدعاة شديدة للنظر في مشروعية الأمر، اتضح هذا بجلاء في قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، فالتمسك بالوحدة مقصد شرعي جاء دعمه في مواضع عديدة، بل ظهر اهتمام الشريعة بتقديم مصلحة الجماعة على المصالح الشخصية حتى في أبسط الأماكن كحماية المساجد من أسباب الخلاف، ما يقوي أهمية احترام هذه الضوابط.
تأثير التعصب الرياضي على المجتمع من منظور الشريعة
أوضحت تعاليم الإسلام أن التعصب الرياضي يفسد على الناس تماسكهم الاجتماعي، إذ يحذر الحديث النبوي الشريف من إشاعة الفرقة بين أفراد المجتمع، ويؤكد أن الشيطان يزرع بذور النزاع لا العبادة، فكل ما أعقب المنافسات من سلوكيات خارجة، سواء عبر الشاشات أو مواقع التواصل الاجتماعي، كالهمز واللمز وتبادل الشتائم والسخرية، يُقوِّض أسس الأخلاق ويهدد القيم الأصيلة للمجتمع الإسلامي، إذ الكلمة ليست عبثًا بل أمانة يحاسب الإنسان عليها. لذلك شدد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية على تحريم التصرفات التي تتضمن أي صور من السخرية، أو التنابز، أو العنصرية اللفظية والجسدية، مستندًا لآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم التي تجرم أي شكل من أشكال الإساءة في القول أو الفعل. لا تقتصر هذه التوجيهات على الجماهير بل هي مسؤولية الجميع في الأصعدة المختلفة، سواء إداريًا أو جماهيريًا أو عبر الإعلام، لصد موجة التعصب قبل أن تتحول لمشكلة يصعب السيطرة عليها.
- منع السخرية والألفاظ الجارحة وقذف الناس بألقاب غير لائقة
- إدانة العنف اللفظي والبدني داخل وخارج الملاعب
- المبادرة في إنكار التصرفات الخاطئة بين الجماهير واللاعبين
- تذكير الجميع بأهمية القدوة الحسنة بتحفيز الأخلاق الحميدة
دور المؤسسات والرياضيين في مكافحة التعصب ضمن إطار الشريعة الإسلامية
تدعو الشريعة من خلال توجيهات مركز الأزهر الحكيم إلى تحرك جاد من مسؤولي قطاع الرياضة ومؤسساتها للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، وذلك عبر وسائل توعوية وعقابية وابتكار برامج توجيهية تصل لكل الفئات العمرية، فمن الضروري للأندية والاتحادات والهيئات التعليمية والإعلامية أن تؤسس سياسات واضحة تشجع على اللعب النظيف والتنافس الشريف، وتدعم احترام الفريق المنافس وتجرم إهانته أو النيل منه بأي صورة كانت. كذلك يُناط بالرياضيين أنفسهم دور محوري، فهم قدوة للشباب ومصدر إلهام للناشئة، ومن واجبهم ترسيخ قيم الانتماء الإيجابي، واحترام المختلف، وتذكير جماهيرهم، داخل الملعب وخارجه، بضرورة كبح أي تصرف مسيء أو متسبب في إحداث الشقاق أو الفتنة، ففي تأصيل مبادئ الأخوة والانتماء للوطن والدين مصدّ عظيم ضد أي تجاوز.
الأثر السلبي | الإجراءات المطلوبة |
---|---|
سلوكيات مسيئة بعد المباريات | وضع رقابة إعلامية وتغليظ العقوبات على التجاوزات |
زيادة الفرقة بين الجماهير | تنظيم حملات توعية حول مخاطر التعصب |
تكرار العنف اللفظي أو البدني | فرض مدونات سلوك صارمة داخل الأندية والمدرجات |
من هنا يتضح أن التصدي للتعصب الرياضي في المجتمعات الإسلامية يبدأ من الالتزام بضوابط الألعاب البدنية التي وضعتها الشريعة ويستكمل بدور المؤسسات الرسمية، في ظل نشر قيم التسامح والاعتدال، ليظل التنافس الرياضي وسيلة ترفيه وسلام لا ساحة للتنازع أو الكراهية.