قفزة هائلة.. الذهب العالمي يرتفع إلى 3811 دولاراً للأونصة ويحقق مستوى قياسي جديد
سجلت أسعار الذهب العالمي ارتفاعًا كبيرًا صباح يوم الإثنين 29 سبتمبر 2025، حيث وصلت إلى مستوى قياسي غير مسبوق عند 3811 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية، مما يعكس تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط الاضطرابات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في العالم. هذا المشهد أكد أهمية المعدن الأصفر في الأوقات الحرجة التي يشهدها الاقتصاد الدولي.
ارتفاع أسعار الذهب العالمي نتيجة التطورات الاقتصادية والسياسية
الارتفاع القياسي لأسعار الذهب العالمي جاء نتيجة عدة عوامل متداخلة تؤثر على السوق بعمق؛ أبرزها قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ما جعل الذهب أكثر جاذبية مقارنةً بالأصول ذات العائد الثابت مثل السندات، خاصة في ظل تصاعد القلق بشأن الاقتصاد الأمريكي. إلى جانب ذلك، فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا أغرق السوق في حالة من عدم اليقين، ما زاد من الطلب على الذهب كأصل آمن بعيدًا عن مخاطر النزاع. أيضًا، تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، إضافة إلى تعطل سلاسل الإمداد في ممرات بحرية استراتيجية كالبحر الأحمر، أثار مخاوف المستثمرين حول مستقبل التجارة العالمية وأثر على معنويات السوق.
دور البنوك المركزية في تعزيز الطلب على الذهب العالمي
شهدت مشتريات البنوك المركزية للذهب خلال الأعوام الماضية نموًا ملحوظًا، خصوصًا من الصين وروسيا، في إطار سعيهما للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي الذي أصبح أداة ضغط في ظل العقوبات الاقتصادية المختلفة؛ ما دفع هذه الدول نحو تنويع احتياطياتها. بالمقابل، أدت أزمة الدين الأمريكي المتزايدة إلى دفع بعض الحكومات لتقليص حيازتها من السندات الأمريكية، متجهة إلى الذهب باعتباره أصلًا احتياطيًا أكثر أمانًا وموثوقية، ما يدعم الطلب على المعدن النفيس ويعزز مكانته في الأسواق العالمية كاحتياطي نقدي استراتيجي.
تأثير التضخم العالمي على أسعار الذهب العالمي ومستقبله القادم
في ظل استمرار معدلات التضخم المرتفعة حول العالم، استعاد الذهب دوره الطبيعي كحاجز واقٍ من تآكل قيمة العملات الورقية؛ إذ عادةً ما يتحرك الذهب عكسيًا مع الدولار الأمريكي، فالضعف المستمر في قيمة الدولار أسهم في صعود سعر الذهب إلى مستويات غير مسبوقة. الجدير بالذكر أن الذهب العالمي لم يقتصر على كسر الأرقام القياسية الحالية فحسب، بل يقترب من تجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة؛ حيث تبقى أقل من 200 دولار فقط لتحقيق هذا الهدف. ويؤكد العديد من المحللين أن استمرار المعطيات الراهنة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي قد يدفع أسعار الذهب إلى هذا المستوى المرتفع خلال العام الحالي، مما يعزز من مكانته كملاذ آمن للمدخرات والاستثمارات في الأسواق العالمية.
العوامل | التأثير على أسعار الذهب العالمي |
---|---|
خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي | زيادة جاذبية الذهب مقارنة بالسندات |
تعثر مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا | رفع المخاطر السياسية وزيادة الطلب |
تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وشرق آسيا | تعطل سلاسل الإمداد وزيادة القلق الاستثماري |
مشتريات البنوك المركزية | زيادة الاحتياطيات الذهبية للحد من الاعتماد على الدولار |
التضخم العالمي وضعف الدولار | دعم ارتفاع أسعار الذهب كدرع وقائي |