إنذار أحمر خطير.. ارتفاع قياسي في مياه نهر النيل يهدد منازل السودان والزراعة
تتزايد مخاطر الفيضان في السودان مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستويات قياسية، ما دفع وزارة الري لإطلاق الإنذار الأحمر على طول الشريط النيلي تحسبًا لتعرض المنازل والأراضي الزراعية للغرق وتهديد حياة آلاف الأسر، وسط حالة طوارئ شاملة يبحث فيها السكان عن طرق لنقل مواشيهم ومحاصيلهم إلى مناطق مرتفعة للحفاظ عليها من خطر الفيضانات.
كيف يؤثر تصريف سد النهضة الإثيوبي على خطر فيضان نهر النيل في السودان؟
حذر خبراء الموارد المائية من أن استمرار تصريف سد النهضة الإثيوبي بكميات أكبر من المعدل الطبيعي يعزز احتمالية وقوع فيضانات مدمرة، ويرفع الضغط على السدود السودانية والطرق المحيطة بها، حيث تزيد الكميات الهائلة من المياه المتدفقة من السد الإثيوبي من عبء النيل الأزرق، ما يجعل من الصعب السيطرة على مناسيب المياه بشكل فعال، ولا سيما مع نهاية موسم الفيضان الذي يتزامن مع شهور سبتمبر وأكتوبر.
ذكريات سيئة للمواطنين مع فيضانات نهر النيل في الخرطوم ومدن السودان
شهدت مدن الخرطوم وشمال وجنوب السودان تجدد المخاوف بين السكان القاطنين على ضفاف النيلين الأزرق والأبيض، الذين يواجهون تهديدًا متكررًا للفيضانات التي لا تترك أثراً على الممتلكات فقط، بل تحطم أحلام المزارعين بفقدان كامل مواسم الزراعة. ويقول أحد المزارعين إنه فقد محصوله بالكامل في الموسم الماضي، ويعيش قلقًا مستمرًا من تكرار الكارثة، وهو ما يدفع السكان إلى بذل جهود مضاعفة لحماية ما تبقى من مواشيهم ومحاصيلهم.
الإجراءات التنسيقية بين السودان وإثيوبيا لتخفيف آثار فيضان نهر النيل
أشار الدكتور عثمان التوم، وزير الري الأسبق، إلى ضرورة وجود تنسيق عاجل وفعال بين السودان وإثيوبيا لضبط معدلات تصريف مياه سد النهضة ضمن النطاقات الطبيعية، وذلك للحد من تدفق كميات المياه التي تصل إلى 730 مليون متر مكعب يوميًا خلال الفترة الأخيرة، والتي تزيد عن المعدل الطبيعي بحوالي 300 مليون متر مكعب يوميًا. ويتوقع أن يؤدي هذا التنسيق إلى تخفيف الضغط على سدود الروصيرص وسنار خلال أيام معدودة، مع إحراز تحسن تدريجي في مناسيب نهر النيل شمال الخرطوم بعد فترة قصيرة.
السد | تصريف المياه (مليون متر مكعب/يومياً) |
---|---|
سد الروصيرص | 670 |
سد سنار | 600 |
سد مروي | 700 |
نهر النيل الأزرق (الإيراد) | 730 |
تعكس هذه الأرقام الرسمية الارتفاع غير المسبوق في مناسيب نهر النيل الذي يمثل المصدر الرئيسي للمياه في السودان، وبشكل خاص النيل الأزرق، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام السلطات في مواجهة احتمال حدوث فيضانات واسعة النطاق. ويتابع المواطنون عن كثب تطورات هذه الأوضاع وسط محاولات مستمرة لتفادي أضرار محتملة قد تؤثر على آلاف الأسر الزراعية والريفية، في ظل ضغط تزايد تدفق المياه وانعدام وسائل الحماية الكافية في العديد من المناطق.