قفزة استثنائية.. الفضة في مصر تحقق ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 41% خلال 2025 وفق شعبة الذهب والمعادن

ارتفعت أسعار الفضة بشكل ملحوظ خلال مطلع عام 2025، مسجلة قفزات قوية في الأسواق العالمية والمحلية نتيجة زيادة الطلب الصناعي وتنامي الإقبال عليها كأصل آمن وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد مخاوف الحرب التجارية. يُعد هذا الارتفاع مؤشراً واضحاً على أهمية الفضة في الأوساط الاستثمارية والصناعية على حد سواء.

ارتفاع سعر جرام الفضة النقية 99.9 وتأثيره على السوق المحلي

كشف إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن سعر جرام الفضة النقية عيار 99.9، المعروف أيضاً بالفضة البندقية، ارتفع من 51.20 جنيهًا في بداية العام إلى 72.50 جنيهًا حاليًا، ما يعني زيادة تقدر بنحو 41.6% أي 21.3 جنيهًا؛ وهذا يعكس الطلب المتزايد عليها داخل السوق المصري. تتحرك أسعار الفضة في السوق المحلي بالارتباط مع التغيرات العالمية، لكنها تتأثر أيضًا بعوامل محلية مثل تقلبات سعر الصرف، وتكاليف النقل، والمصنعية؛ بالإضافة إلى تزايد رغبة المستثمرين الأفراد في اقتناء الفضة كأداة ادخارية بديلة بسبب ارتفاع سعر الذهب الذي تجاوز 5100 جنيه، مما دفع شرائح جديدة للاتجاه نحو الفضة كخيار استثماري مميز.

القفزات العالمية في سعر أونصة الفضة وتأثير الطلب الصناعي

على المستوى العالمي، ارتفع سعر أونصة الفضة من 30 دولارًا إلى 46 دولارًا خلال نفس الفترة، محققًا زيادة قدرها 53.3%، وهو ارتفاع غير مسبوق منذ أكثر من عقد. وأوضح واصف أن هذا الصعود يعود بشكل رئيسي إلى الاستخدامات الصناعية المتزايدة للفضة في قطاعات الطاقة النظيفة، مثل تصنيع الألواح الشمسية، السيارات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة. بلغ الطلب الصناعي العالمي على الفضة في 2024 مستوى قياسيًا تجاوز 680 مليون أونصة، ومن المتوقع أن يواصل هذا الرقم الارتفاع عاماً بعد عام، مما يعزز من قوة الطلب ويرفع من قيمة المعدن.

عوامل الصعود المتواصلة وتأثيرها على أسعار الفضة عالميًا ومحليًا

أضاف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن الفضة استفادت من توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة مع استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية، حيث تؤثر توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار في بعض الفترات على تعزيز جاذبية المعادن الثمينة عموماً. إلى جانب ذلك، لم يتمكن المعروض العالمي من مجاراة الزيادة الكبيرة في الطلب، بسبب التحديات المرتبطة بعمليات التعدين والتكاليف البيئية العالية، ما أدى إلى تعميق موجة الارتفاع في أسعار الفضة. ويرى واصف أنه إذا استمر الطلب الصناعي القوي وحالة عدم اليقين في السياسات الاقتصادية العالمية، فإن أسعار الفضة من المتوقع أن تستمر في الارتفاع على الصعيدين العالمي والمحلي.