القمر يكشف كنزه الأغلى في التاريخ.. تريليون دولار فوق راسنا وتحولات اقتصادية كبرى تنتظر العالم

يمتلك القمر تريليونات من البلاتين والمعادن النفيسة التي قد تغير مفهوم التعدين الفضائي، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى وجود آلاف الفوهات القمرية التي تضم معادن مثل البلاديوم والروديوم، مما يجعله هدفًا عمليًا قد يتفوق على الكويكبات البعيدة في المجال الاقتصادي والتقني.

القمر كمصدر غني للبلاتين والمعادن النفيسة

لطالما ارتبط التعدين الفضائي بالكويكبات القريبة من الأرض، إلا أن الأبحاث الحديثة تعيد توجيه هذا التركيز نحو القمر، حيث اصطدمت كويكبات معدنية به منذ مليارات السنين، مكونة فوهات تتجمع عند قممها معادن نفيسة مثل البلاتين والبلاديوم والروديوم، التي تلعب دورًا بالغ الأهمية في صناعة التقنيات الدقيقة. يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة أمام استغلال معدن البلاتين على سطح القمر، خصوصًا أن هذا المصدر قريب جغرافيًا أكثر من الكويكبات، ما يجعل التعدين هناك أكثر جدوى من الناحية التكلفة واللوجستية.

أعداد ضخمة من الفوهات على القمر تضمن موارد التعدين

تشير الأرقام إلى أن نحو 6500 فوهة على القمر يزيد قطر كل منها عن كيلومتر واحد قد تحتوي على معادن نفيسة متنوعة، في حين تم التعرف على 38 فوهة كبيرة تعد مواقع مناسبة لاستكشاف المعادن بكثافة عالية. وتبرز المفارقة أن عدد هذه الفوهات الغنية بالبلاتين يمثل رقمًا أكبر بعشرات المرات من تلك التي يمكن استغلالها من الكويكبات، ما يقوي فرضية كون القمر مخزنًا ضخمًا لهذا المعدن. هذا الواقع يعزز فكرة أن التعدين القمري قد لا يكون مجرّد بحث علمي، بل استثمارًا اقتصاديًا حقيقيًا قادرًا على تحويل مستقبل استكشاف الفضاء.

استكشاف موارد القمر باستخدام الاستشعار عن بُعد وتقنيات حديثة

تقدم الدراسة اقتراحًا لاستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وأقمار صناعية لفحص الفوهات القمرية وتحديد المواقع الغنية بالمعادن والمياه بدقة، بهدف تقليل تكاليف إرسال بعثات مكلفة إلى السطح. يشمل ذلك تحديد نحو 3350 فوهة قد تحتوي على معادن مائية ومستودعات من الماء، ضمنها 20 فوهة كبيرة تحتوي على مزيج مثالي من المعادن النادرة والماء. تعتمد هذه الاستراتيجية على التخطيط الذكي المبني على البيانات، مما يفتح الباب أمام شركات الفضاء لاستغلال الموارد القمرية اقتصاديًا دون تحمل مخاطر مالية ضخمة في البداية.

يمثل القمر مخزونًا ثمينًا من البلاتين والمعادن النادرة، فضلاً عن وجود مياه في العديد من فوهاته، ما يجعل استثماره وتطوير تقنيات استغلال الموارد فيه خطوة مهمة في صناعة الفضاء المتقدمة. كما أن الاعتماد على الاستشعار عن بعد يقلل من المخاطر المالية والتقنية، مما يعزز من إمكانية انتقال عمليات التعدين من البحث إلى التطبيق.