فرص التألق.. هل يمكن لأي شخص أن يصبح مؤثراً على وسائل التواصل الاجتماعي ويحقق الشهرة؟
تُعد تجربة النجاح على منصات وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أكثر التحديات التي يواجهها المبدعون في العصر الحالي، خصوصًا لأولئك الذين يبدأون من الصفر بدون أي حسابات سابقة؛ فالوصول إلى جمهور حقيقي وتحقيق انتشار فعلي يتطلبان مجهودًا كبيرًا وتخطيطًا دقيقًا. ولنسلط الضوء على صعوبة تحقيق هذا الهدف، فقد خاض ثلاثة أشخاص تجربة تحويل مواهبهم إلى شعبية حقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي خلال ثلاثة أشهر فقط، وجرى توثيق رحلة صعودهم وهبوطهم في ظل نظام الخوارزميات الصارم الذي يحدد ظهور المنشورات.
كيفية بناء جمهور والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي للمبتدئين
اخترقت إيميلي، صانعة الفخار التي تعافت من سكتة دماغية، عالم التواصل الاجتماعي بهدف دعم الآخرين في مواقف مشابهة وتعزيز التوعية، رغم كونها مستخدمة نادرة لهذه المنصات سابقًا؛ ولم يكن محتواها الأول موفقًا حيث لم يتجاوز عدد المشاهدات بضع عشرات. لكن مع مرور الوقت، نجح مقطع تحدثت فيه عن دور الفخار في شفائها بملايين المشاهدات ومئات الرسائل التي أشادت بقصتها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأثر الحقيقي الذي تُحدثه. غير أن هذا النجاح لم يخلُ من الضغوط؛ إذ أصبح عليها تحمل مسؤولية الرد على التعليقات بحذر، خاصةً وأن موضوع التعافي حساس ويتطلب صياغة دقيقة لتجنب سوء الفهم. شعرت إيميلي أحياناً بأنها تقدم عرضًا أكثر من كونه تعبيرًا حقيقيًا عن ذاتها، وأكدت أن التفاعل المستمر مع الجمهور قد يرهق روحها ويؤثر على قدرة استمرارها في تقديم المحتوى.
تحديات إنشاء محتوى تعليمي والتعامل مع التعليقات السلبية
ألون، المحاضر والمتخصص في التاريخ الثقافي، انضم إلى التجربة بإحساس بالواجب الأكاديمي لتثقيف الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه واجه خيبة أمل في البداية بسبب محدودية المشاهدات التي لم تتجاوز الألف، ما أثر على تقديره الذاتي وطرح تساؤلات حول قبول جمهوره لمحتواه. رغم ذلك، تمكن من تحقيق مشاهدات تجاوزت 10,000 على أحد مقاطعه، لكنه أشار إلى أنه فقد جزءًا من مصداقيته حين بسّط المعلومات بشكل مفرط سعياً وراء متابعة أكبر، ما جعله يشعر بالقلق والضيق لاحقًا. بالإضافة إلى ذلك، تعرض لتعليقات قاسية تنقد مظهره، مما زاد من وعيه الذاتي ودفعة لمواجهتها بصورة إيجابية عبر فيديوهات تشرح واقعه. رغم كل السلبيات، استطاع ألون بفضل جهوده المستمرة أن يحقق وصولًا أوسع على πλαatformات من خلال دعم الجامعة التي يعمل بها، حيث جمعت مقاطعه ما يزيد على 350 ألف مشاهدة، مقارنة بمئات معدودة لمقالاته الأكاديمية.
مواجهة استنزاف الوقت والتقنيات للترويج الذاتي عبر منصات التواصل
تجربة دانيا، الممثلة والمنتجة المسرحية، أظهرت بُعدًا آخر لصعوبة النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً لمن يعتادون الأداء المباشر أمام الجمهور وليس الرقم الرقمي؛ فقد انطلقت برغبة في جمع الناس وتعزيز تواصلهم الحقيقي، لكنها سرعان ما وجدت نفسها محاطة بمشاكل تقنية وضغط متزايد للحفاظ على تفاعل الجمهور والمتابعة المنتظمة. اعتمدت في محتواها على يوتيوب بنشر فيديوهات طويلة تتراوح مدتها بين ثماني دقائق وأكثر، شملت إرشادات للتأمل وقراءات شعرية، لكنها لم تحقق زيادة سريعة في المشاهدات. وعلى الرغم من استمتاعها بالعملية، شعرت دانيا بإرهاق عقلي كبير بسبب الأعباء التقنية والاستمرارية، حتى وصفت الأمر بأنه أشبه بالإدمان وحاجز يؤثر على حياتها اليومية. بفضل المثابرة، بدأت أعداد المشاهدين تزداد تدريجيًا، كما ساعدها الحضور عبر الإنترنت على بيع المزيد من تذاكر عروضها المسرحية وورش العمل، مما جعلها ترى في التحدي فرصة لتعزيز عملها الفني.
الشخص | المجال | المنصة | المشاهدات الأعلى | عدد المتابعين | استمرار النشر |
---|---|---|---|---|---|
إيميلي | صناعة الفخار والتوعية بالتعافي | تيك توك | آلاف المشاهدات | غير محدد | محتمل العودة بعد استراحة |
ألون | التاريخ الأكاديمي | تيك توك | 16,400 مشاهدة | غير محدد | نعم |
دانيا | التمثيل والإنتاج المسرحي | يوتيوب | 5,100 مشاهدة | 9,380 | نعم |
تكشف هذه القصص الثلاث عن تعقيدات تحقيق النجاح على وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تقتصر على جودة المحتوى فقط، بل تشمل تحمل الضغوط النفسية، مواجهة التعليقات السلبية، التفهم العميق لتركيبة المنصات، والتكيف مع أساليب جذب الجمهور التي تختلف من حالة إلى أخرى؛ وبالرغم من التحديات، فإن الإصرار والاستمرار يعيدان فتح الأبواب في كثير من الأحيان، ما يجعل مسيرة بناء جمهور حقيقي محفوفة بالصعوبات لكنها ليست مستحيلة.