السعودية تتجه نحو التطوير .. مشاريع بالمليارات تغير حياة أكثر من 4 مليون في الشرقية
تواصل المملكة السعودية تعزيز منظومة المياه في المنطقة الشرقية من خلال مشاريع مائية ضخمة تستهدف خدمة أكثر من 4 ملايين مستفيد، باستثمارات تتجاوز 12 مليار ريال، ما يؤكد التزامها بتحقيق استدامة الإمداد المائي بما يتناسب مع احتياجات سكان المنطقة الصناعية والسكنية.
مشاريع مائية ضخمة في الشرقية تعزز استدامة الإمداد المائي لسكان المنطقة
تتضمن المشاريع الجديدة في المنطقة الشرقية تطويرًا شاملاً ليس فقط في زيادة إنتاج المياه، بل أيضًا في تحديث شبكات النقل والتوزيع، واعتماد تقنيات تحلية حديثة تجمع بين الكفاءة والابتكار؛ بهدف مواكبة أهداف الاستدامة التي تسعى المملكة لتحقيقها ضمن رؤية 2030. تشكل هذه المبادرات نقطة تحول استراتيجية تسهم في تعزيز أمن المياه بالمملكة، وتدعم المنطقة الشرقية كمحور أساسي لتوفير المياه المحلاة إلى المدن الكبرى.
المنطقة الشرقية تُعد أكثر المناطق حاجة إلى المياه المحلاة نظرًا لاتساع المسطح الساحلي وكثافة السكان والنشاط الصناعي فيها؛ لذلك فإن المشاريع الجديدة ستسهم بشكل كبير في رفع القدرة الإنتاجية وتقليل الضغط على البنى التحتية الحالية، مما يضمن توفير مياه بجودة عالية وتحسين استمرارية التزويد.
تفاصيل مكونات المشاريع المائية في الشرقية وتقنيات التحلية المستخدمة
تشمل حزمة المشاريع المائية في الشرقية عدة مكونات رئيسية وفقًا لما أكده سلطان الراجحي، المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمياه، أبرزها:
- إنشاء محطات تحلية جديدة في الجبيل والخبر، مزودة بأحدث التقنيات التي تدمج الطاقة المتجددة في عمليات التشغيل.
- توسيع شبكات نقل وتوزيع المياه لربط المناطق السكنية والمصانع الجديدة، وربطها بالشبكات الرئيسية بشكل فعال.
- تحديث بنية خطوط الأنابيب لتقليل الفاقد في المياه وتعزيز كفاءة التشغيل بشكل عام.
- اعتماد حلول بيئية مبتكرة مثل التناضح العكسي مع تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال استخدام الطاقة النظيفة.
مشروع “المليون” في الجبيل يعد الأكبر عالميًا ضمن مشاريع التحلية بتقنية التناضح العكسي، حيث يعتمد على الطاقة الشمسية بنسبة تقارب 33٪، ما يتيح توفير نحو 330 ألف متر مكعب يوميًا من المياه النظيفة. وقد تم توقيع اتفاقيات تمويل دولية بلغت قيمتها 2.43 مليار ريال، لدعم تنفيذ هذه المشاريع وفق أحدث المعايير.
أثر مشاريع المياه على سكان الشرقية والتحديات المرتبطة بها
بفضل هذه المشاريع، سيتم ضمان توافر مياه نظيفة ومستقرة للمناطق السكنية والصناعية في الشرقية، ما يقلل أعطال الانقطاع ويحسن من توزيع المياه مع تقليل الهدر. كما تساهم في دعم التوسع العمراني وتوفير بنية تحتية مائية مناسبة للأحياء الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز الجهود البيئية من خلال خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات في عمليات التحلية.
في الوقت نفسه، تواجه هذه المشاريع تحديات متعددة تشمل:
- ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة، ما يستدعي إدارة مالية فعالة والتعاون مع القطاع الخاص لضمان استدامة المشاريع.
- ضرورة تصميم هيكل تمويل متين، وقد بدأت الهيئة السعودية للمياه بتنفيذ هذه الخطوة عبر اتفاقيات التمويل الدولية.
- مراقبة جودة التنفيذ والالتزام بالمواعيد لتجنب التأخير أو التجاوزات.
- تكامل المشاريع الجديدة مع الشبكات القديمة بسلاسة لتجنب الفجوات في التوزيع.
- معالجة المخاطر البيئية المرتبطة بعمليات التحلية مثل التخلف الملحي، من خلال تقنيات وممارسات صديقة للبيئة.
تُدار هذه المشاريع بشراكة متينة مع القطاع الخاص، مع اعتماد تدابير مبتكرة للحد من التأثيرات البيئية، ومتابعة دقيقة لمؤشرات الأداء لضمان التزامها بأعلى معايير الجودة.
يُظهر هذا التوجه الطموح كيف تضع السعودية محافظة الشرقية في مقدمة مبادرات الأمن المائي، عبر استثمار متطور وتكنولوجيات متجددة تضع استدامة الموارد المائية في صلب الأولويات، مما يعزز جودة الحياة ويخلق بيئة حيوية للنمو الاقتصادي والتنموي في المنطقة.