المنهجية التلقائية.. ينتقدونها ولا يثقون بغيرها بسبب تأثيرها الحاسم في نتائج العمل
تُعد علاقة العملاء بالبنوك المحلية في الإمارات علاقة معقدة تحمل في طياتها الكثير من التناقضات، إذ تُظهر بيانات نمو ودائع الأفراد ارتفاعًا مستمرًا، يعكس الثقة الكبيرة في هذه المؤسسات المالية، خاصة بعد جائحة كورونا؛ حيث بلغت ودائع الأفراد في البنوك المحلية بنهاية يوليو 817.2 مليار درهم، مع تسجيل 72.7 مليار درهم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.
الثقة المتزايدة في البنوك الوطنية وتأثيرها على ودائع الأفراد
رغم انتقادات كثيرة توجه إلى البنوك، سواء من قبل بعض العملاء أو الإعلام المحلي بسبب ممارسات فردية تترك تأثيرًا سلبيًا، تبقى البنوك الوطنية الخيار الأول للمواطن والمقيم عند وضع أموالهم، إذ يميل العديد منهم للاعتماد على بطاقات البنوك الرقمية في معاملات الدفع، متجنبين حمل النقد. هذه الثقة المتواصلة تنبع من تطور الخدمات المصرفية الإلكرتونية وحرص البنوك على تبني تقنيات تسهل العمليات وتجعلها أكثر راحة وأمانًا، مما جعل العملاء يودعون أموالهم براحة مطلقة.
دور موظفي البنوك في تعزيز تجارب العملاء وتعزيز ثقتهم
يلعب موظفو البنوك دورًا حيويًا باعتبارهم الواجهة التي يلتقي بها العميل، فالطريقة التي يتعاملون بها تعبر عمّا إذا كان العميل سيكرر استخدام خدمات البنك أو سينفر منها، وبالرغم من الانتقادات الموجهة لهم، يجب أن يتفهم الموظفون أن شفافية التعامل ووضوح الإجراءات يُسهمان في رفع مستوى الثقة بالجهة المصرفية، خصوصًا أن البنك هو مؤسسة ربحية تحرص على حماية أموال المودعين وتحقيق عوائد للمساهمين. فالحفاظ على سمعة البنك وكسب ولاء العملاء يتطلب تجديد سلوكيات الموظفين تجاه العملاء وتوفير الدعم السريع والمباشر.
كيف تؤثر تجربة العملاء في مواقفهم تجاه البنوك الجديدة في السوق
رغم الانتقادات المستمرة والشكوى من بطء الخدمات أحيانًا أو سوء تعامل الموظفين، لا يزال العملاء يمتنعون عن تغيير البنوك التي يتعاملون معها. قرارهم هذا ينبع من قناعتهم بأن التغيير يحمل مخاطر على أموالهم، ولذلك يفضلون الاستمرار في التعامل مع البنوك الوطنية المعروفة، ويمارسون حذرًا شديدًا تجاه الشركات الجديدة التي تحاول دخول السوق؛ إذ يشعرون بالاطمئنان فقط عند استخدام البنوك المستقرة التي تتمتع بنظام قوي وسجل حافل في حماية الأموال وتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم بشكل مستمر.
العام | إجمالي رصيد ودائع الأفراد (مليار درهم) | النمو في أول 7 أشهر (مليار درهم) |
---|---|---|
2023 | 817.2 | 72.7 |
الخلاصة
ثقة العملاء في البنوك الوطنية تتجلى في ارتفاع حجم ودائعهم وحرصهم على التعامل معها رغم الانتقادات والشكوك؛ فالاعتماد على بطاقات الدفع وإجراءات متطورة يعزز هذه الثقة، بينما لا بد أن يستوعب موظفو البنوك أهميتهم في توفير تجربة مصرفية شفافة ومريحة. في موازاة ذلك، يستمر العملاء في مسألة الحذر الكبير تجاه البنوك الجديدة، مؤكدين أن الثبات والموثوقية هما العاملان الأهم في قرارهم المالي.