انطلاقة نوعية.. «طرق دبي» تستعرض 3 مشاريع استراتيجية لتعزيز التنقل الذاتي في المؤتمر الدولي
الهيئة في دبي تقدم 3 مشاريع استراتيجية للنقل الذكي المستدام بهدف تعزيز البنية التحتية الذكية وتطوير منظومة النقل المستقبلية في الإمارة بشكل متكامل. تشمل هذه المبادرات مبادرة العبرة الكهربائية ذاتية القيادة، والإطار التنظيمي للمركبات الثقيلة ذاتية القيادة في النقل اللوجستي، بالإضافة إلى مشروع مختبرات دبي للتنقل، ما يرسخ موقع دبي كمدينة رائدة عالمياً في التقنية والنقل الذاتي.
العبرة الكهربائية ذاتية القيادة ودورها في تحسين النقل الذكي في دبي
تُعد العبرة الكهربائية ذاتية القيادة من أبرز المشاريع التي تقدمها دبي في مجال النقل الذكي؛ حيث تساهم في رفع الالتزام بجدول الرحلات إلى 100%، وتحقيق دقة كاملة في الالتزام بالمسار حتى في ظروف الطقس المتقلبة، مثل الأمواج والرياح، مع تعزيز الكفاءة التشغيلية بنسبة تصل إلى 30% ؛ هذا المشروع يمثل تجربة فريدة على مستوى العالم في نقل الركاب عبر النقل البحري الذكي. وتعتمد العبرة على نظام تحكم آلي متطور مزود بكاميرات ومستشعرات دقيقة ترصد المخاطر وتتيح الاستجابة السريعة، مما يضمن سلامة الركاب. وقد أُجريت تجارب ناجحة بين محطتي الجداف ودبي فيستيفال سيتي، وأسفرت النتائج عن تحقيق المستوى الخامس في معايير القيادة الذاتية وفق تصنيف “لويدز ريجستر”، وهو ما يعني قدرة العبرة على الاستشعار الفوري للأحداث وتفادي التصادمات والرسو التلقائي والمناورة بدون تدخل بشري.
الإطار التنظيمي للمركبات الثقيلة ذاتية القيادة في قطاع النقل اللوجستي
أطلقت الهيئة إطاراً تنظيمياً جديداً لتبني المركبات الثقيلة ذاتية القيادة، لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للنقل اللوجستي الذكي والمستدام؛ حيث يشمل إعداد السياسات والتشريعات التي تضمن التشغيل الآمن ورفع كفاءة النقل في القطاعات الاقتصادية المتعددة. ويغطي المشروع رحلة كاملة للمتعاملين تبدأ بتقديم الوثائق اللازمة، مروراً بالحصول على التراخيص والفحوص التقنية، وصولاً إلى إصدار التصاريح والتشغيل الفعلي للمركبات ذاتية القيادة. وتنقسم هذه الرحلة إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- الاستقبال الأولي للطلبات والتحقق من استكمال المستندات
- إجراء الفحوص الفنية والتكامل مع الأنظمة الرقمية المعتمدة
- مرحلة التشغيل وإصدار التصاريح النهائية للمركبات
كما يتضمن المشروع إعداد تقرير استشاري يضم أفضل الممارسات العالمية مع التركيز على السلامة والتحول الرقمي والتحليل التشغيلي، إضافة إلى تخصيص مسارات تجريبية ضمن بيئة خاضعة للرقابة، تمهيداً لاعتمادها تدريجياً على شبكة الطرق العامة. هذا التوجه يسهم في تقليل الازدحامات المرورية وخفض الانبعاثات، وبالتالي دعم استراتيجية دبي في التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وجذب الاستثمارات في تقنيات النقل المستقبلية.
مشروع مختبرات دبي للتنقل: بيئة متكاملة لاختبار المركبات ذاتية القيادة
يتجه مشروع مختبرات دبي للتنقل لتوفير بنية تحتية متطورة لاختبار المركبات ذاتية القيادة بجميع أنواعها، بالإضافة إلى المركبات التقليدية الخفيفة والثقيلة، ضمن بيئة تحاكي شبكة طرق معتمدة ومتنوعة تشمل مسارات حضرية، مناطق مفتوحة، وطرق سريعة قابلة للإغلاق. وتخطط الهيئة لإنجاز بنيته التحتية بحلول يناير 2026، مع تضمين منطقة المدينة المفتوحة في واحة دبي للسيليكون ومنطقة القدرة ضمن نطاق التجارب، ما يوفر إطاراً شاملاً لتحقيق تكامل تام بين التكنولوجيا والنقل البري والبحري في الإمارة ويعزز جهود التحول إلى بنية تحتية ذكية ومستدامة.
هذه المشاريع الثلاثة تُجسد رؤية دبي المستقبلية في مجال النقل الذكي؛ إذ تعتمد على تقنيات متطورة ترفع من كفاءة التشغيل والسلامة، وتقابل المتطلبات البيئية بتقليل الانبعاثات، ما يجعل دبي في موقع متقدم بين مدن المستقبل الذكية والمستدامة.