تحديات مفاجئة .. السيارات الكهربائية الفاخرة تواجه أزمة تهدد مستقبل النقل المستدام

تواجه شركات السيارات الكهربائية الفاخرة تحديات متزايدة تؤثر على مبيعاتها، خصوصًا مع الفشل في استقطاب المشترين الأغنياء الذين يبحثون عن مواصفات طرازات أكثر واقعية، وهو ما يُبرز المشاكل التي تواجهها الصناعة في ظل انخفاض الطلب بشكل مستمر.

تراجع مبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة وتأثيرها على استراتيجية الشركات

تسارعت شركات السيارات الكهربائية الفاخرة في إطلاق وعود طموحة لجذب المستثمرين والعملاء، متوقعة تحقيق أرباح مرتفعة من المواصفات الراقية، إلا أن الواقع أظهر حالة من الارتباك بعد انخفاض الطلب، خاصة لدى 8 شركات بارزة مثل بورشه ومرسيدس بنز وأودي ومازيراتي وبوليستار ولوسيد وبي إم دبليو وفيراري حسب تحليلات بلومبرغ.

على سبيل المثال، كانت بورشه تعتمد على أرباح مضمونة بنسبة 20% من مبيعات السيارات الكهربائية مقارنة بالنماذج التقليدية، لكن الطلب على طرازها تايكان انخفض بينما ارتفعت تكاليف الإنتاج، مما دفعها إلى إلغاء طراز كهربائي دفع رباعي وتأجيل إطلاق بعض الطرازات الأخرى، مع تحوّل واضح نحو السيارات الهجينة والتقليدية وانخفاض الأسهم بنسبة 25% في بورصة فرانكفورت.

أما مرسيدس بنز، فقد واجهت صعوبة في تسويق طراز “إي كيو-إس” الكهربائي الفاخر الذي يبلغ سعره حوالي 110 آلاف يورو، مع تراجع الأسهم بنسبة 2.3%، في حين تفوقت شركات مثل شاومي على أودي في السوق الصينية بأسعار وتقنيات تنافسية.

وفي ظل هذه الظروف، قررت مازيراتي التوقف عن تطوير سيارة رياضية كهربائية نتيجة لتحديات السوق، مع انخفاض ملحوظ في أسهمها بمقدار 35% في بورصة ميلانو، كما شهدت شركتا بوليستار ولوسيد استمرار الخسائر بسبب تفضيل العملاء للطرازات التقليدية.

التحديات المشتركة التي تواجه السيارات الكهربائية الفاخرة في السوق العالمي

تتلخص معاناة السيارات الكهربائية الفاخرة في عدة تحديات تجمعها مع السيارات الكهربائية التقليدية، أهمها ضعف البنية التحتية لشحن السيارات، المشاكل التقنية في برمجة بعض الطرازات، والعوائد المنخفضة عند إعادة بيع هذه السيارات، مما يقلل جاذبيتها للمشترين.

مضافًا إلى ذلك، تؤثر المنافسة الشديدة من الشركات الصينية التي تقدم منتجات بأسعار وتكنولوجيا تنافسية، بالإضافة إلى الرسوم التجارية التي فرضت في الولايات المتحدة والتي أدت إلى زيادة التكاليف.

يُلاحظ أن السيارات الكهربائية العادية رغم ضغط التحديات، لا تزال تسجل نموًا في السوق، لكنها لا تحقق الهدف المتوقع، حيث ساهمت الطرازات ذات الهيكل الرياضي والهاتشباك في زيادة مبيعات شركات مثل سكودا وفولكسفاغن ورينو، فيما خفضت “بي إم دبليو” أسعار سياراتها الكهربائية الفاخرة في أوروبا لمواجهة تراجع الطلب.

استراتيجيات الشركات وخطط الإنتاج وسط التراجع في سوق السيارات الكهربائية الفاخرة

تميزت شركة “بي إم دبليو” بنسبة نمو بلغت 16% في مبيعات السيارات الكهربائية خلال النصف الأول من عام 2025، رغم الحالة العامة الضعيفة في مبيعات السيارات الفاخرة الكهربائية، واعتمدت الشركة سياسة دمج إنتاج السيارات التقليدية والهجينة والكهربائية في خط إنتاج واحد لتقليل الخسائر.

لكن الاتجاه السائد في السوق الصينية يميل إلى زيادة الطلب على السيارات التقليدية من الشركة، وهو ما يؤكده محلل السيارات ستيفن ريتمان بأن السيارات التي تعمل بالبنزين لا تزال خيارًا مفضلاً لدي المستهلكين هناك، ما يعكس اختلافًا في تقدير تفضيلات السوق.

وفي الوقت نفسه، تخالف “فيراري” الاتجاه السائد بمخطط لإطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل في أكتوبر المقبل، مع تأكيد على قدرتها على تجاوز تحديات السوق وحصد اهتمام المشترين رغم الصعوبات التي تعانيها الصناعة.