رقم صادم.. الأندية العربية تكسر حاجز الإنفاق في صيف 2025 وتحدث انقلابًا في سوق الانتقالات

شهدت الأندية العربية في صيف 2025 طفرة غير مسبوقة في حجم الإنفاق على صفقات اللاعبين، حيث سجلت سوق الانتقالات العربية رقمًا قياسيًا بلغ 751 مليون دولار، مع زيادة ملحوظة بنسبة 28.5% مقارنة بالعام السابق، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا باستقطاب المواهب وتعزيز المنافسة المحلية والإقليمية.

الإنفاق القياسي للأندية العربية صيف 2025 وتصدر السعودية المشهد

تصدرت السعودية قائمة الدول العربية من حيث الإنفاق على الانتقالات الصيفية لعام 2025، حيث بلغ مجموع إنفاق أنديتها 552 مليون دولار، بما يشكل 73.5% من إجمالي الإنفاق العربي، مستعيدة حيويتها بعد تراجع عام 2024 الذي شهد إنفاقًا قيمته 431 مليون دولار مقابل قفزة سابقة في 2023 بلغت 970 مليون دولار؛ ويرجع هذا النشاط إلى استراتيجية الخصخصة وضخ الاستثمارات لجذب نجوم عالميين وتعزيز قوة الدوري السعودي.

ارتفاع ملحوظ في الإنفاق القطري وتراجع في الإمارات خلال صيف 2025

شهدت قطر قفزة كبيرة في الإنفاق على صفقات اللاعبين، حيث أنفقت أنديتها 92.7 مليون دولار، بزيادة مذهلة بلغت 157.5% مقارنة بصيف 2024، بينما شهدت الإمارات انخفاضًا في الإنفاق وصل إلى 13%، إذ بلغت قيمة صفقات أنديتها 77.8 مليون دولار، مما يشير إلى تفاوت في مستويات الاستثمارات بين الدولة العربية، مع استمرار سعي كل دولة لتحقيق الأثر الأكبر في سوق اللاعبين.

قفزات نوعية في الإنفاق المصري والمغربي ورصد أرقام اللاعبين الأجانب

تألق السوق المصري في الانتقالات الصيفية بانفاق وصل إلى 14.9 مليون دولار، بزيادة مذهلة تجاوزت 477.5% بالمقارنة مع 2.58 مليون دولار في 2024، في حين قفزت أندية المغرب من إنفاق 730 ألف دولار إلى 6.4 مليون دولار (+778%)، ما يعكس نموًا كبيرًا واستراتيجية واضحة لاستقطاب اللاعبين؛ وقد ضمت الأندية العربية ما يزيد عن 1000 لاعب أجنبي، حيث استقطبت أندية غرب آسيا 544 لاعبًا مقابل 723 مليون دولار، بينما استقطب شمال إفريقيا 460 لاعبًا بقيمة 28 مليون دولار، ما يعكس تباينًا كبيرًا في توزيع الموارد واللاعبين.

إيرادات قياسية ومبيعات اللاعبين تتصدرها السعودية

قفزت إيرادات بيع اللاعبين العرب نحو الخارج إلى 154 مليون دولار، معطية نموًا ملحوظًا بنسبة 142% مقارنة بالعام الماضي، وقد تصدرت السعودية القائمة بإيرادات بلغت 101 مليون دولار، ما يعادل 65.6% من إجمالي العوائد العربية، بينما شهدت الإمارات ارتفاعًا في العوائد بنسبة 97.5% لتصل إلى 15.7 مليون دولار، ومصر حافظت على توازن بين الإنفاق والإيرادات بقيمة 14.7 مليون دولار، فيما حققت المغرب أرباحًا صافية بلغت 4.5 مليون دولار – الأعلى في المنطقة.

حركة خروج اللاعبين من الأندية العربية نحو الخارج

شهد صيف 2025 مغادرة أكثر من 820 لاعبًا من الأندية العربية إلى أسواق الخارج، حيث غادر 332 لاعبًا من الأندية الأفريقية مقابل 37.3 مليون دولار، بينما غادر 488 لاعبًا من الأندية الآسيوية بإيرادات بلغت 116.7 مليون دولار، ما يعكس أيضًا ديناميكية سوق الانتقالات الذي يشهد حركة نشطة في كلا الاتجاهين.

مقارنة عالمية وإنجاز السعودي في سوق الانتقالات الصيفي 2025

بلغ الإنفاق العالمي على سوق الانتقالات في صيف 2025 رقمًا قياسيًا بلغ 9.76 مليار دولار، بزيادة 50% عن 2024، عبر 12 ألف صفقة دولية، مما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في نشاط السوق، وقد حلّت السعودية في المركز السادس عالميًا من حيث الإنفاق، خلف دوريات كبرى مثل إنجلترا التي أنفقت 3.19 مليار دولار، ولكل من ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، وإسبانيا أرقام مرتفعة تختلف عن بقية الدوري العربي.

الدوري السعودي 2025–2026: استثمارات قياسية وصفقات بارزة

انطلق موسم 2025–2026 للدوري السعودي بقيمة استثمارية في سوق الانتقالات بلغت 421.7 مليون يورو، ومن المتوقع أن ترتفع بعد إغلاق فترة الانتقالات في 10 سبتمبر، مع صفقات بارزة مثل ماتيو ريتيغي بقيمة 68.2 مليون يورو، وداروين نونيز بـ 53 مليون يورو، وجواو فيليكس بـ 30 مليون يورو، إلى جانب صفقات أخرى مؤثرة مثل إنزو ميلو وثيو هيرنانديز وكينغسلي كومان، ما يعكس تأثيرات الخصخصة على خريطة الإنفاق حيث تتصدر أندية نيوم والقادسية والهلال والنصر والأهلي المشهد.

القيمة السوقية المتنامية والدوري السعودي بين الأعلى عالميًا

وصلت القيمة السوقية للاعبي الدوري السعودي إلى 1.1 مليار يورو، مسجلة زيادة نسبتها 15% عن الموسم السابق، مع بقاء الهلال في الصدارة من حيث القيمة السوقية، يليه النصر والأهلي والقادسية والاتحاد، ويتربع الدوري السعودي على المركز الحادي عشر عالميًا بين الدوريات من حيث القيمة السوقية الشاملة، مما يعكس نموًا اقتصاديًا مستدامًا رغم التحديات.

حقوق البث التلفزيوني واستراتيجية الانتشار الدولية

نجحت شركة “ثمانية” في الحصول على حقوق النقل الحصري للدوري السعودي حتى موسم 2030–2031، في صفقة لم تُعلن قيمتها، مع تركيز على تعزيز الانتشار الدولي عبر بث الدوري في 183 دولة من خلال 50 شريك بث عالمي، مما يعكس توجهًا لتوسيع القاعدة الجماهيرية خارج الحدود المحلية مع تقليل التركيز على العوائد المالية المباشرة.

تحديثات في سياسة التذاكر وتنظيم الجماهير

أعلنت رابطة دوري المحترفين السعودي عن تخصيص 90% من تذاكر المباريات لجماهير الفريق المضيف و10% للضيف، مع تحفيز تجربة المشجعين عبر طرح 30% من التذاكر بأسعار أقل من 30 ريالًا، ودعم الفعاليات الترفيهية المصاحبة والحملات الترويجية التي تهدف إلى رفع مستوى الانضباط والتنظيم الجماهيري، بما يعزز الأجواء الإيجابية في الملاعب.

تحديات الاستدامة الاقتصادية وسط طفرة الإنفاق العربية

تحقيق طفرة في استقطاب اللاعبين وإيرادات بيعهم يؤكد تحوّلًا فعليًا في إدارة اللعبة داخل الأندية العربية، وبخاصة السعودية، لكن يبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على استدامة هذا النمو الاقتصادي، وربط مستويات الإنفاق بالعوائد الفعلية بعيدًا عن الفورة المؤقتة، مع ضرورة وجود نماذج مالية متوازنة تتوافق مع مشاريع الخصخصة ومتطلبات السوق العالمية المتزايدة.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.