المفاجآت تتوالى .. المملكة تشهد تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في قطاع السياحة مع تحقيق أرقام قياسية ورؤية 2030 الطموحة

تشهد صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق مدعومًا بإرادة حكومية قوية ورؤية واضحة، حيث أصبحت السياحة ركيزة اقتصادية حيوية تسهم في التنمية والنمو الوطني. يبرز هذا التحول عبر أرقام قياسية وإحصاءات تعكس نمو القطاع وتطوره المستمر.

التطورات الاقتصادية ودور السياحة في رؤية 2030 للمملكة

أصبح القطاع السياحي جزءًا رئيسيًا من رؤية المملكة 2030، مع مساهمة مباشرة في خلق فرص العمل وجذب الاستثمارات العالمية؛ إذ بلغ عدد العاملين في الأنشطة السياحية نحو 966 ألف موظف في 2024، بينهم أكثر من 245 ألف سعودي، مع استهداف توفير 1.6 مليون وظيفة بحلول 2030. يعكس هذا النمو دور السياحة كمحرك اقتصادي رئيسي يدفع عجلة التنمية، ويحول المملكة إلى مركز جذب سياحي عالمي متكامل.

الإنجازات والإحصائيات التي تعكس نمو قطاع السياحة في السعودية

أظهرت الإحصائيات أن إيرادات شباك التذاكر السينمائي بلغت حوالي 845.6 مليون ريال سعودي عام 2024، مع عرض 504 أفلام، منها 17 فيلمًا سعوديًا محليًا سجلت إيرادات تقدر بنحو 76.6 مليون ريال وباعت أكثر من 1.8 مليون تذكرة؛ في الوقت نفسه، ارتفع عدد الشاشات السينمائية إلى أكثر من 630 شاشة في 60 موقعًا، مع خطط لزيادة هذا العدد إلى أكثر من 1000 شاشة بحلول عام 2030. تدعم هذه الإحصائيات فهم مدى توسع السياحة الترفيهية، مما يعزز مكانة المملكة كمركز ثقافي وسياحي.

مشاريع سياحية واستثمارية عملاقة تعزز نمو قطاع السياحة السعودية

تلعب التسهيلات الحكومية دورًا رئيسيًا في تسريع نمو السياحة، من خلال توسيع نطاق التأشيرات الإلكترونية لتشمل 66 دولة، مما جذب المستثمرين والسياح معًا. تشمل المشاريع العملاقة مشروع القدية الذي يُعد أكبر وجهة ترفيهية ورياضية وثقافية في المنطقة، ومشروع السودة لتنمية السياحة البيئية في عسير، ومشروع تطوير العلا المقدر استثماره بحوالي 15 مليار دولار حتى 2035. إضافة إلى مشاريع البحر الأحمر التي تضم أكثر من 50 فندقًا بها 8 آلاف غرفة فندقية مخطط إنشاؤها بحلول 2030. تلك المبادرات تعزز البنية التحتية السياحية، وتحسن جودة الحياة، وتدعم السوق السياحي المتنامي، الذي يُتوقع أن يتجاوز حجمه 1.2 مليار دولار في مجال السينما بحلول 2033.

تشير دورات التكامل بين القطاعين العام والخاص إلى نجاح المشاريع السياحية الكبرى في مناطق الطائف وعسير وجدة، حيث ساهمت هذه المبادرات في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتهيئة البيئة السياحية لمستقبل مزدهر. ويُعد برنامج جودة الحياة عاملًا مضيفًا يرفع جودة البنية التحتية، ويوفر خيارات سياحية وترفيهية متعددة تلبي تطلعات السكان والزوار.

الآن، بات قطاع السياحة نموذجًا متكاملًا للنمو الاقتصادي الوطني، مدعوماً بإرادة ملكية حقيقية وأرقام تدعم التحول الكبير الذي تشهده المملكة، مما يعكس مستقبلًا واعدًا لهذا القطاع الحيوي.